هربوا من فم التمساح الأثيوبي وسقطوا في كينيا في فم الأسد الهقدفي

stock-vector-

الحسين علي كرار

الملتقى الذي عقد في كينيا حقيقة هو مسرحية هزيلة قام بها المدرخ ، ولكن قيادات الفصائل المرهقة من الضغط الأثيوبي بالتدخل في شئونها ، والعاجزة أن تخرج من خلافاتها، تفر من حيث لا تدري إلى مخرج المدرخ الذي هو في الأساس  يد النظام في الخارج سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة ، وكذلك فهو   يد لجهات أخرى يعلمها الجميع  ومسألة جمع الأموال لمثل هذه الورش  لعقد مثل هذه اللقاءات ليست بهذه الصعوبة للمدرخ ، فهو يدعو ثم  يمارس كل أساليب الاستبداد والتهزئة والتعالي على هذه الفصائل التي هي أعرق منه في عطائها ، وإن تدارك  تنظيمه ما حصل وقال كان تصرفا فرديا ولكن هي عقلية وتفكير التنظيم، إن اللقاءات والورش مع الخصوم شيء ضروري ولكن يجب التمييز بينها ، و مشكلة الفصائل أصبحت تلهث لأي حل ترى فيه بصيص أمل يخرجها من عجزها دون تمييز  ، فالمدرخ بقيادة عندي برهان وهم خارج السلطة يتبجحون بهذا التعالي والغطرسة ، لو وصلوا السلطة ماذا سيكون أمرهم ؟ أليس هو إعادة إنتاج للنظام بغطرسة أشنع من غطرستة وبدماء جديدة ؟ ولكن المذهل هو هذا التسابق الذي حصل بين الفصائل العريقة في نضالها وتأريخها ، وما اكتسبته من خبرة خلال مسيرتها الطويلة في المعارضة، أن تتعرض لمسخرة ومذلة للمدرخ الذي ينفذ بنود النظام الخفية التي يريدون منها ضرب المعارضة بهذا الأسلوب من الداخل  الذي لا يحفظ لها ماء وجهها ، والمدهش علي أي بنود اجتمعوا؟ وعلي ماذا اتفقوا؟ هذا الحضور كانت فيه كل الفصائل بكل توجهاتها السياسية والطائفية ، فما الذي خرجوا به ، قالوا تم الاتفاق علي إزالة النظام و تكوين مظلة سياسية ، وتوحيد جهود المعارضة والتسريع بتغيير النظام ، والعملية الانتقالية وكيفية دراستها ولهذا شكلوا لجنة الاتصال من الفصائل ، (وشر البلية ما يضحك )  كل هذه الفصائل هي أعضاء في المجلس الوطني ماعدا المدرخ المستهزئ بهم، والجماعة المنشقة عن النظام والتي لم تفصح عن موقفها من النظام عدا هروبها وقد يكون الهروب إنقاذا للأرواح ،فإذا كانت النوايا خالصة وصادقة  لإ لتحقوا هؤلاء بالمجلس الوطني وشدوا من أزره ، ولكن في الأساس هذه الفصائل المجتمعة والتي تسعي وراء حلول المدرخ هي التي قتلت حمامة المجلس الوطني ،كل من جهته ، إذ منعوه الغذاء والماء والهواء ، فمرض وضعف وهزل ثم مات بالجوع والعطش وثاني أكسيد الكربون ، الآن يبحثون عن حمامة جديدة مجهولة يعرضها عليهم وكيل النظام المدرخ المشبوه ، فيهللون ويكبرون ويشكلون لجنة اتصال لهم ، هذه الفصائل جميعها في الحقيقة لا تملك قوة عسكرية لظروفها لتقاوم بها النظام ، ولكن تملك قاعدة جماهير كبيرة منتمية لكل الفصائل ومعارضة للنظام ، وهذه المسرحيات لا تقنع هذه الجماهير ، وكل يوم يتقلص رصيدهم من الجماهير المستاءة فتتكاسل ولا تبالي بالأحداث وأخذت تتبلد ولا تهتم  ، وهم لا تهمهم الجماهير وأرائها ولا يعملوا حسابا لردود أفعالها لأنهم يعرفون أن هذه الجماهير ليست أفضل حالا منهم بعد أن قضوا عليها  ،  و من الواضح من أفسد عليهم الملتقي هو المدرخ بعنجهية عندي برهان وهو صاحب الدعوي ، وعسي أن تكرهوا شيء فهو خير لكم ، الهدف من هذا التجمع كان غايته ما يسمونه هم تجمع القوي الديمقراطية التقدمية الوطنية من وراء الستار وجمعوا فلول النظام الهاربة كمعارضة ، وهي في الحق والحقيقة لم تنطق بشيء يدين أفعال النظام ، وهم يرون بأم أعينهم هذا الدمار في الأرض والإنسان وربما شارك فيه البعض منهم بالقول والعمل ، كان من الواجب قبل أن تقبلهم المعارضة في الحوار أن يصدروا بيانا يدينون فيه النظام حتى يعرف الشعب مواقفهم بوضوح ، كان هذا هو الواجب ولكن لو طلبوا منهم ذلك لما حضروا ، فاستحسنت المعارضة هذه الضبابية والمجاملات الكاذبة التي لا يعلم أحد ما خلفها وهي التي ألحقت كل هذه الأضرار بهذا الشعب المسكين المقهور خلال الأعوام الماضية  ، كل مرة يقبلون فلولا فيدمر ما تم بناءه عبر السنين ، ويقولون بعد ذلك ياليتنا كنا نعلم بالمؤامرة وبالخدعة ما فعلنا ذلك ، ويصدر من بقي منهم بيان أيتها الجماهير ، والآن يراد لهم أن يلحقوا بوليمة المدرخ ، ومن الممكن أن يعبروا بهم ومن هذا المنطلق وبهذه المظلة للالتحام مع النظام في المراحل القادمة وبإصلاحات وتنازلات خفيفة يقبلونها وبدعم من قوي خارجية تقف وراء المدرخ لأن المعارضة كلها وضعها لهم المدرخ في سلته  – وهو وضع أشبه بما فعلته أثيوبيا بإرتريا بضربة الدمحيت – ويحدث هذا تحت الشعار الخفي لتجميع من يسمون أنفسهم بالتقدميين بعد أن أصبحت التقدمية  في دولها يبابا ، وأصبحت في ارتريا ملكا طائفيا و فصائلنا الإسلامية التي تحارب الطائفة الختمية , من حسنات هذه الطائفة عليهم ،أنهم أخذوا عنها بعد الانتهاء من المولد ، الدعاء ( ثم أرفعوا أيديكم يا معشر الحاضرين والسامعين) وفي هذه  المرحلة الصعبة والمفصلية في الصراع الداخلي كان يكفي أن لا يورطوا أنفسهم في ورش مشبوهة تهزئهم بهذه السخرية ولا يعلموا إلى أين تجرهم.

إن الذين يعتقدون من الفصائل أن المدرخ له جناح قوي داخل النظام وأنهم سيتحالفون معه للحصول على هذه الحظوة مخطئون، لأنهم يسقطون صراع التجرنية فيما بينهم لأن هؤلاء سوف لا يجعلون من هذه الفئة القاتلة مصدرا للحكم رغم محاولة إبقاءهم ما حققه لهم النظام من إنجازات ، وصراعهم أقوى وأعنف بما يحملونه من ضغينة تجاه بعضهم ، وهم أصحاب الثأر أكثر من غيرهم في المجتمع الارتري ، فلا يغشن أحد نفسه بقوة المدرخ وحزب الشعب في الداخل حتى وإن كان لهم أتباع فإن من يملك القوة لا يسلمها للأضعف منه فهم تبع ومن يتبعهم هو تابع التُباع .

التحية لمن حضروا لقاء كاليفورنيا عندما ضغطوا على عندي برهان وفضحوه وطرش أمام الألمان حقده وصرخ وقال لغة ( أكيتوا) ثم قبلها مرغما ووقع عليها أمام الضيوف ، والتحية إلى الصحفي صالح جوهر وهو المصارع للمدرخ وأمثالهم  من المتطرفين في كتاباته وندواته دوما وضد المتعصبين المتغطرسين ، بينما الفصائل الهزيلة وبهذا العدد الكبير هكذا توبخوا وتهزؤوا وهم يعدون لتشكيل مجلس المدرخ الجديد .

الأستاذ/ محمود أدم رئيس رابطة المنخفضات ، لا تخشى على مسلمي المرتفعات مادام بينهم حزب النهضة ومقاتلين مثل الصحفي صالح جوهر والجبرتة معروفين بتدينهم وتأريخهم العريق وهم يتحدثون التجرنية وهي ثقافتهم ولكن يقاتلون في سبيل اللغة العربية ببسالة لأنها لغة دينهم ،لا تخشى على هؤلاء ، ولكن أخشى على الآخرين بكل تجمعاتهم وفصائلهم العلمانية والدينية  فالرابطة لا بد أن تسير ويلتف حولها كل أبناء المنخفضات فلا مفر منها ، فهي جاءت بجهودكم والإخوة معكم ، وهذا هو الحال كما تشاهدونه ، إن الرابطة ظهرت في وقت مناسب وتحتاج لمجهود كبير للم الشمل  فإن عجزتم أنتم كذلك وتخاذلت جماهير المنخفضات ، سيكون المصير قاتم ، لأن من يعوّل على اجتماعات المدرخ ويربط مصيره به سوف لا يأتيك بوضع أفضل مما فيه ، فماذا ستفعلون أنتم فالأيام قادمة؟ .

شاهد أيضاً

مواضيع الناقوس-العدد 11- مقابلة العدد مع المناضل/ عبدالله سعيد علاج

الجزء الأول أجرى الحوار: الصحفي محمود أفندي   تحاور مجلة الناقوس المناضل الكبير عبدالله سعيد …

شخصية العدد- المناضل المغييب محمد عثمان داير (الناقوس العدد 11)

       المناضل المغيب / محمد عثمان داير                   …

المنخفضات -تنخفض الأرض.. ترتفع الهمم (الناقوس العدد 11)

بقلم/ ياسين أمير الجغرافيا رسم الاله على صفحة الكون.. والجغرافيا ترسمنا حين نحسب أننا رسمنا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *