نداء عاجل.. لكل من أنحاز إلي المعسكر المعادي للهقدف ..

بمناسبة يوم المعتقل الإرتري

محمد نور موسى.

 

تحدث بعض ممن ترك العمل مع نظام الهقدف في غرف البالتوك عن أشياء فظيعة تُمارس في سجون الهقدف ضد المُعتقلين.

بمناسبة يوم المعتقل الإرتري التي تُحيها جماهير شعبنا في المهجر في الرابع عشر من شهر ابريل من كل عام  تضامناً مع المُغيب والمُعتقل في سجون الهقدف.

 أود اولا الحديث عن هذه السجون ونزلاء هذه السجون، الأمر الذي يحتم علينا قبل كل شيء أن نتحدث عن المشرفين والعاملين على إدارة سجون الجبهة الشعبية في الميدان سابقاً وفي  الدولة حالياً.

لقد اعتمد تنظيم الجبهة الشعبية في إدارة السجون وشئون التحقيق والأمن فيها على العناصر التي جاءت من الأمن الإثيوبي، وجُلهم من أبناء كبسا المسيحيين.

  ولقد أوكل إليهم نظام الهقدف إدارة السجون وقسم التحقيق مع المعتقلين بالإضافة إلي الأمن .. هذه العناصر كانت تعمل حتى لحظة التحاقها بالشعبية في جهاز الأمن الإثيوبي بإرتريا، عناصر تملك خبرة طويلة في إدارة السجون والأمن وقسم التحقيق، فكانوا بالنسبة للنظام الإثيوبي في إرتريا اليد التي كان يبطش بها والعين التي كان يبصر بها، ولقد خدم هؤلاء في جهاز المباحث، والأمن الإثيوبي في إرتريا لسنوات طويلة، وقد تم تدريب هذه العناصر على أيدي خبراء إسرائيليين في إرتريا، وأرسل قسم منهم في بعثة تدريبية إلى دولة إسرائيل.

وهناك تلقى المُبتعث تدريب عال في فنون استنطاق المُعتقل وشتى الطرق والأساليب في استخدام أدوات التعذيب لانتزاع المعلومات من المعتقلين الأبرياء في سجون إثيوبيا،  وقد تفننوا في ذلك.

 وبعد سقوط نظام الامبراطور هيلي سلاسي التحق القسم الأكبر من هذه العناصر بالجبهة الشعبية في الميدان، وقد تم استيعابهم في جهاز”آمن الثورة ” وأوكلت إليهم إدارة السجون وقسم التحقيق التي تشمل التعذيب والقتل.

كانوا في الماضي محل ثقة النظام الإثيوبي الذي أطلق يدهم للبطش والتنكيل بالشعب الإرتري وبالثوار .. ثم بعد ذلك أصبحوا محل ثقة تامة للجبهة الشعبية التي أطلقت هي الأخرى يدهم ليبطشوا ولينشروا الخوف والرعب على عضوية التنظيم قبل غيرهم، ولم يتغير سلوكهم وأسلوبهم السابق.

لقد نقل هؤلاء تجربة الأمن الإثيوبي كما هي داخل تنظيم الجبهة الشعبية، وتم الفتك بالعديد من المناضلين والمواطنين الشرفاء في سجون الشعبية، والمعلومات التي تسربت عنهم للرأي العام الإرتري قليلة جداً قياساً بالجرائم الفظيعة التي ارتكبت بحق الشعب والمناضلين الشرفاء.

واليوم ونحن بصدد إحياء ذكرى يوم المعتقل الإرتري والتضامن معهم، نأمل من وسائل التواصل الاجتماعي التابعة لقوى المعارضة الإرترية أن تتصل بكل عنصر من هذه العناصر الهاربة من نظام الهقدف لإجراء مقابلات معهم، ومطالبتهم تمليك ما لديهم من معلومات تتعلق بالمعتقلين والمغيبين في سجون الهقدف للرأي العام الإرتري والعالمي، باعتبارهم الجهة الوحيدة في الوقت الحاضر التي تستطيع أن تكشف ما يجري في سجون الهقدف، بما لديهم من معلومات عن مواقع السجون والسجناء بحكم طبيعة عملهم آنذاك.

ان كشف الحقيقة للرأي العام الإرتري بما يجري في هذه السجون عمل وطني يستحق التضحية، وأن صمتهم بحق المعتقلين يعد جريمة إنسانية لن يغفرها التاريخ.

لذلك نطالبهم بالخروج عن حالة الصمت حتى لا يصبحوا شركاء للهقدف في الجرائم التي يرتكبها.. ثم ما الذي تخشونه من كشف الحقيقة ؟  وأنتم اليوم وبمحض إرادتكم جزء من المعسكر المعادى لنظام الهقدف،  وان وجودكم في المعسكر المعادي لنظام الهقدف يلزمكم أخلاقياً وإنسانياً بتعرية النظام وفضح ممارساته القمعية والإرهابية وانتهاك حقوق الإنسان الإرتري.

لذا نأمل بأن تعملوا بما تمليه عليكم ضمائركم وإنسانيتكم تجاه شعبكم وقضيتكم، بكشف حقيقة ما يجري في تلك السجون والزنازين التي تضم  بين جدرانها إنسان بريء.

صمتكم تجاه معاناة المعتقل والمغيب تعتبره جريمة يدينها ويستنكرها الشعب الارتري بشدة ، ولا نتوقع أن تقفوا موقف كنتم ستتعرضون إليه لو لا لطف الله  ورعايته الإلهية بنجاتكم من  مصير مماثل لمصير من يعيشون تحت الأقبية في سجون الهقدف ، حيث لا يليق بكم أن تلوذوا بالصمت تجاه جرائم ترتكب بحق شعبكم .

 لذلك نناشدكم أن تحكموا ضميركم  وإنسانيتكم تجاه إخوان لكم يقبعون لسنوات طويلة في زنازين مظلمة لا تدخلها الشمس ولا الهواء الطلق.. نناشدكم أن تكشفوا حقيقة هذه السجون ومصير السجناء إن كانوا أحياء أم أموات للرأي العام الإرتري والعالمي.

هذه السجون التي تحتضن بين جدرانها إنسان إرتري بريء، سجون أشبه بتلك التي كانت في القرون الوسطى، بل ان سجون القرون الوسطى يمكن أن تكون  أفضل حالا منها وأكثر انسانية ، حيث لا يجد فيها المعتقل الماء الصالح للشرب ولا الغطاء الذي يقيه من البرد ولا الأكل الصحي ولا الدواء ،وكثير من السجناء مات لعدم حصوله على الدواء، وفوق كل ذلك لا يدري ما هي جريمته وإلي متى سيمكث في السجن ….!!!

أخيرا أتوجه بهذا بالنداء  لكل العاملين في مجال الإعلام أن يعملوا على الاتصال وإجراء مقابلات مع هؤلاء والحصول على المعلومات المطلوب منهم تقديمها . فالمواطن الارتري العادي لم يعد يهتم بالمنشورات التي تُنشر صباح مساء ولا تلامس معاناة السجناء والمغيبين من أبناء الوطن .

أتمنى أن يكون الاتصال بهؤلاء من أولويات إعلامنا في الوقت الحاضر حتى نتمكن على الأقل معرفة مصير من هو على قيد الحياة في سجون الهقدف..من العلماء والمشايخ والمعلمين والمناضلين والسياسيين والعسكريين ورؤساء الإدارات الأهلية والمواطنين العاديين في سجون الهقدف.

محمد نور موسى.

شاهد أيضاً

مواضيع الناقوس-العدد 11- مقابلة العدد مع المناضل/ عبدالله سعيد علاج

الجزء الأول أجرى الحوار: الصحفي محمود أفندي   تحاور مجلة الناقوس المناضل الكبير عبدالله سعيد …

شخصية العدد- المناضل المغييب محمد عثمان داير (الناقوس العدد 11)

       المناضل المغيب / محمد عثمان داير                   …

المنخفضات -تنخفض الأرض.. ترتفع الهمم (الناقوس العدد 11)

بقلم/ ياسين أمير الجغرافيا رسم الاله على صفحة الكون.. والجغرافيا ترسمنا حين نحسب أننا رسمنا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *