من كتاب ” صمود الهويات ودحض المفتريات ” الفصل السابع (1)

sumudالفصل السابع: إرتريا –  حكومة شعوبية في بلد عربي (1)

أغلب شعب إرتريا شعباُ عربياً مسلمين ومسيحيين على السواء وإن لم يكن بالإنتماء السياسي الآني لأسباب جيوسياسية ونفعية ليس لأحد الحق لجحد الأصول والجذور . لم يلزم من رفض جذوره لاسباب خاصة به للتراجع عن قراره ولكن ليس من السهل ايضا نزع هوية من يتشبث بها. لدينا اليوم وبعد كل هذا التضييق الشعوبي (1) في مدينة كرن وضواحيها 34 خلوة (كُـتاّب) وأكثر من 10 معهد إسلامي للبنين والبنات والأمهات كلها تدار بالعون الذاتي وتبرعات السكان. وفي عموم إرتريا لدينا مئات الخلاوي القرءانية وعشرات المعاهد الاسلامية كلها بالعون المحلي.

كانت الثقافة التعليمية لمسلمي إرتريا فعالة جدّا خلال الفترة القصيرة التي نعِم فيها أطفال إرتريا بالاستقرار النفسي والثقافي والتعليمي حيث يذهب الطفل إلى الخلوة والمدرسة معا لذلك تجد التحصيل التربوي للطالب الذي يذهب إلى الخلوة (القرآن) في الصباح قبل المدرسة دائما ممتاز أو جيد جدًا لأن قرآن الصباح يساعد كثيرا في الحفظ والقراءة والنباهة. “إن قرءان الفجر كان مشهودًا” الآية ( صدق الله العظيم)

ذات مرة شاهدت على الفضائية الإرترية محاضرة ألقاها أحد الضباط المسلمين امام طلاب في مدينة كرن. كان الضابط يتحدث بالتجري باعتبار لغة الأغلبية ثم جاء دور الأسئلة. أي طالب كان يسأل الضابط بلهجته. التجري والتجرنية غالبا. المفاجأة كانت وقوف أحد الطلاب من طلاب المعاهد الاسلامية ليسأل الضابط وبالطبع باللغة العربية الفصحى وبكل أريحية ولا تنطع. ابهرت  فصاحة الطالب وطلاقة لسانه الضابط والمشاهدين وكان أكثر السائلين وضوحا وحنكة عكس الطالب الذي سأل بالتجرايت الذي كان مهزوزا وخافتا وغير واضح ولم يجد المفردات المناسبة لسؤاله. لم يفارق ذلك المشهد خيالي لفترة فدونته لمثل هذا الحديث.

معظم الاثنيات الإرترية المتجاورة تفهم لغات بعضها وإلى اليوم متفاهمة بأن لغتهم المشتركة هي اللغة العربية بالرغم عما أصابهم من أضرار جراء القرارات الفوقية وهي قرارات كيدية أضرتْ كثيرا بتواصل المواطنين وبالتحصيل التعليمي للناشئة إلا أن التحدي لدحض تلك الاجراءات الكيدية ظاهرً للعيان. الوضع اللاسياسي الحالي جعل حظوظ اللغة العربية في المدارس الرسمية لا يتجاوز التعرف على الأبجدية العربية وتهجئة بعض المفردات البسيطة في الابتدائية ثم ينتقل الطالب إلى المرحلة الثانوية التي تعتمد اللغة الانجليزية للمنهج مع حصة للعربية، هذا إذا كتب للطالب مواصلة تعليمه ولم ينضم إلى ارتال الفاقد التربوي، وينسى بالتدرج اللغة العربية والقليل الذي أخذه في الابتدائية بحكم البيئة المسيطرة.

القهر الثقافي في أرتريا بلغ مداه واستدعي هجر البلاد والنزوح ، والملاحظ خلال العقدين الماضيين لوحظ كلما زاد الضغط السياسي والتعسف،  ارتفعت نسبة الهجرة وبالتأكيد للقهر التعليمي واللغوي حظا وافراً من هذه الهجرة المستمرة من إرتريا.

في بعض خطبه ذكر الشيخ الشيخ /عبد الجليل النذير الكاروري الخطيب بمسجد الشعيد بالخرطوم إن العروبة انتماءًا ثقافياً وليس انتماءاً عرقياً ولا عنصرياً0

وكتب الدكتور جلال الدين محمد صالح  “إن العروبة هي الإحساس والشعور بالانتماء إلى الأمة والثقافة العربيتين يبدوا لقد تحدث الرجلان كل بحال بلاده وشعوره عن العروبة، إذْ تحققت العروبة  بالسودان الشمالي عبر تمازج القرون وباتت انتماءًا دولة وشعبا، ولم تتحقق في إرتريا وإن ناضل الجزء الأكبر من الشعب من أجلها إلا أنها مازالت شعورًا وإحساسا في وجدان السكان. الشعور بالانتماء الوجداني هو الذي جعل اللغة العربية والثقافة العربية دائماً  مطلب المسلمين في إرتريا وإن حال بينهم حائل خلال 100 عام الماضية.

العروبة انتماء ًا تطور وتبلور من جيل إلى جيل عبر مئات السنين من التواصل الحضاري والثقافي والروحي. والهوية لا تختارها الأجيال إنما تتوارثها تلقائياً إلى أن تتحول إلى كينونة أمة ووجدان في كل فرد من الأمة0هكذا انضمت شعوب شمال إفريقيا ومصر والسودان إلى الثقافة العربية وإلى لسان العرب. بعض هذه الشعوب هجرت ألسن أجدادها  طواعية في امتداد من الزمن الطويل وبعضها محتفظٌ بألسن أسلافها بجانب اللسان العربي. الشعب الكردي بسوريا والعراق حافظ على لسان الأجداد ولكن الآباء دائما يحرصون ليتعلم إبناؤهم اللغة العربية منذ الصغر وتفوق بعضهم في علوم النحو العربي أكثر من العرب خلال القرون الماضية.

وحدث مثل ذلك بشعوب القرن الافريقي المسلمين حين تطور المسار الثقافي نحو الثقافة العربية عبر مئات السنين دون إكراه0 فالإكراه بدأ عندما قَـدم الاستعمار الغربي وحال دون الإنسان وتطوره الثقافي والروحي الطبيعي بدوافع تنصيرية وأخرى استعمارية0

هناك لهجات غير سامية في أفريقيا  ليس لها علاقة أصلا ولا فرعاً باللغة العربية بعكس ما هو الحال بلهجة التجري والتجرنية، غير أن ناطقي تلك اللغات واللهجات أخذو الثقافة العربية واعتبروا أنفسهم عرباً بالثقافة والانتماء الحضاري.

كتبتْ بعض اللغات الإفريقية بالأبجدية العربية بمركز أبحاث أكاديمي تابع لجامعة إفريقيا العالمية بالخرطوم النتائج كانت مبهرة ومفاجئة ونالت قبولاً من الشعوب المعنية لأن التاريخ المشترك بين الثقافة العربية الإسلامية وشعوب إفريقيا الضارب في الجذور أنتج العديد من المفردات المشتركة بين تلك اللغات الإفريقية واللغة العربية وباتت مفردات تلك اللغات غير مستعصية في حال  كتابتها بالأبجدية العربية.

كذلك لدينا مثالاً آخراً في السودان الشقيق كما أثبته تاريخ المنطقة. الممالك المسيحية في شمال السودان والشعوب الكوشية والزنجية ظلت لعدة قرون تتعايش مع المسلمين العرب الذين قدموا من شمال الوادي أو عبر البحر الأحمر إلى أن استحالت اللغة العربية اللغة المشتركة بينهم في كل السودان مع احتفاظ العديد من  المجموعات العرقية بلهجاتها الخاصة إلى يومنا هذه.

وكما هو معلوم ليس كل الشعوب العربية من عرق واحد، وليس هناك نقاءا عرقيا مطلقا. مثلا انتماء إلشعب السوداني أو الجيبوتي أو الصومالي إلى الجامعة العربية مرده ليس أسبابا عرقية محضة .

اللغة العربية لم تلغي اللغات التي وجدتها في أي جزء من العالم وصله العرب والمسلمين مهاجرين وفاتحين  بل وطـّن السكان المحليين العربية طواعية بعد أن اعتنقو الاسلام كلغة رديفة ولغة مشتركة وساعدتْهم للتواصل مع الشعوب المجارة لهم وباتت وسيلة ملائمة للتفاهم. حدث ذلك  في مناطق كثيرة من إفريقيا والعالم لأن اللغة العربية هي الوعاء الأكثر قدرة للتواصل البشري ولحفظ ونقل وتوصيل تعاليم الإسلام.

تاريخياً لم يحدث في إرتريا صراع ثقافي أو لغوي في صورته التي نراها الآن، ولكن حدثتْ تحولات لغوية تلقائية على الشعب الذي شُـكـَّلتْ منه دولة إرتريا الحالية بعد تمازج لغوي بين القبائل امتدت قروناً عدة، والغلبة دائماً كانت للغة الأكثر ارتباطاُ بالعقيدة الدينية.

” اكتسحت قبائل البجة بقيادة (البلو) الهضبة الإرترية وهضبة التجراي واستقروا في البلاد وحكموها أكثر من أربعة قرون حتى إن كثيراً من سكان حماسين على وجه الخصوص يدعون انتسابهم إلى قبائل (البلو) كقرى سعد زقا وهزقا وبيت مخا ثم أمتصت تلك القبائل البجاوية بالثقافة السامية المسيحية الكبساوية، وفقدت صلتها بخصائصها القديمة قبل أن تسيطر قبائل الأقو التي نزحت من الجنوب بالمنطقة ( قادمة من إقليم لاستا – في قلب الحبشة) ثم امتزجت  بثقافة الهضبة الإرترية السامية أيضا(2)

وقبل ذلك بقرون( بين القرنين الخامس والأول قبل الميلاد) العرب النازحين من جنوب الجزيرة العربية فرضوا ثقافتهم ولغتهم على الشعوب الحامية والنيلية التي وجدوها بالمنطقة. كانت لغة الجئز في بادئ أمرها لغة لقبائل سامية كانت تعيش وسط قبائل إفريقية في الهضبة الإرترية وفي أكسوم. ولما أخذ العنصران يندمجان ويكوِّنان أمة واحدة ليست بسامية خالصة ولا حامية خالصة ولدت الثقافة الأكسومية والجئز باتت لغة الأمة المزيجة في جميع أنحاء البلاد دون أن تفقد صبغتها وأصالتها وخصائصها السامية. مصادر هذه اللغة القديمة واشتقافاتها الاسمية والفعلية تدل بانها لغة عربية. ومن خصائص اللغات السامية كلما دخل على نطقها شيء من التحوير والأصوات غير المألوفة عند المتحدثين الأوّل استوعبت اللغة تلك الأصوات وأدخلت  فيها كمفردات جديدة. وهذا ما حدث للغتين التجري والجئز حيث نجد صوتين على الأقل لم نجدهما في اللهجات العربية الأخرى.

الذين سيطروا على إرتريا اليوم يتجاهلون ولا أقول يجهلون إن كل مجموعة لغوية إرترية بمن فيهم المسلمين المتحدثين بالتجرنية، لديهم لغتان لا يفرطون فيهما. لغتهم أو لهجتهم المحلية (لغة الأم ) للتواصل البيني للمجموعة، وللفنون المحلية والشعر والغناء والأهازيج الشعبية، ولغتهم العربية للتواصل الخارجي (خارج المجموعة اللغوية) والتواصل الرسمي والتواصل مع العالم، ويستخدمونها أيضاً للعبادة والتعليم الديني والمدني والقضايا التي تتطلب التدوين كالأحوال المدنية والقضاء والإدارة والحسابات التجارية الخ. استكثر التوسع الإثيوبي ومن جاء بعده هذه الخاصية التي تفضِي إلى ميزة نسبية لغوية ووظيفية للمسلمين في المنطقة، ولذلك بعد الاستقلال تعرض المسلمين الإرتريين لضغط شديد من قبل الشوفينيين الإرتريين ظلماً وعدواناً للتخلي عن هذه الخاصية واستخدام اللهجات المحلية محل لغتهم العربية المتوارثة للكتابة والتعليم.

بعد الاستقلال الإرتري الجولة التي قام بها وفد من مفوضوية الدستور إلى تجمعات الإرتريين المغتربين أثبت لهم إن المسلمين الارتريين يريدون توطين اللغة العربية ديارهم بعد تحقيق الاستقلال وانتفاء العائق الذي ظل جاسما على صدورهم. ربما تلك الرغبة الواضحة من قبل المواطنين الإرتريين تمثل جانبا من الدوافع التي دفعت الديكتاتورلتجميد الدستور.

إن المساواة بين اللغات الإرترية أمر ثابت وتحصيل حاصل من قديم الزمان ليس هناك من يقول في ارتريا إن اللغة الفلانية أفضل من لغة المجموعة أو القبيلة العلانية. كل اللغات الإرترية محترمة وعزيزة على كل الإرتريين بطبيعة الحال، إنما الشوفينيين هم الذين اختلقوا هذه المغالطات للالتفاف على الثنائية الإرترية وعلى الحقوق الثقافية للمسلمين الإرتريين.

القضية تكمن في الخصوصية اللغوية التي حبَي الله بها الإرتريين وخصوصاً المسلمين، والتي جعلت المسلم الإرتري يتمتع بالثنائية والثلاثية اللغوية والبعض بالرباعية اللغوية ( يتحدث أربع من اللغات الإرترية ) وتجاهل الاستعمار بل حارب هذه الخصوصية بل أبدى محاربتها وسلك النظام الإرتري الحالي هذا المسلك.

إن الثوابت الوطنية المبنية على الإيمان لا يمكن أن تزول بقوة الحديد والنار مهما كان عنف تلك القوة . إنّ الذي ربما يزول بالقوة هي العادات والتقاليد المحلية واللهجات المحكية البدائية، والشعب الإرتري المسلم يتمتع بعقيدة راسخة ستمكنه من الصمود ويدحض المفتريات ومن خلال عقيدته الاسلامية سيتمسك بلهجاته المحلية دون تفريط على  لغته العربية كما فعل أسلافه.

حاول حزب ( الوحدة) أي الذي كان يطالب بالإتحاد مع إثيوبيا  الاستقواء بالاستعمار لتمرير أجندته المناهضة للغة العربية دون جدوى، ويحاول الديكتاتور الإرتري المسيطر على إرتريا منذ أكثر من عقدين استبعاد اللغة العربية من إرتريا بقوة الحديد والنار وأيضاً دون جدوى. بمن يا ترى سيستقوي المصفقين بعد زوال الديكتاتورية من إرتريا يوما ما.

إن الانتماء الحضاري لا يحدد بأهواء وأجندة الحكام0 وقد يعطل نظاما مستبدا المسيرة الثقافية لجيل أوجيلين (أي لبعض الوقت) ولكن لا يمكنه أن يمنع مسيرة أجيال كل الوقت0شعوب الاتحاد السوفيتي السابق خير مثال لمثل هذه الحالة.

الهوية لا  يمكن إخفاؤها حتى من عابر سبيل ، صحافي كان يعمل لحساب مجلة العرب الكويتية زار إرتريا قبل بضعة سنوات قال بعد عودته،  كل شيء يقول لك في إرتريا أنه عربي ( الحجر والشجر والبشر والمدر ) إلا الحكومة أو من يتحدث بإسمها أو من يخاف من بطشها فهو معذور.

تغيير لغة التعليم في الفصول الابتدائية لا يلغي الهوية

إن لغة التعليم في الفصول الابتدائية هي التي تحدد مستقبل الانسان لغويا0 فإذا أخذ اللغة كمادة فقط  فسيظل ضعيفاً في تلك اللغة  لأن المادة قد تكون حصة واحدة في اليوم، تستمر 40 دقيقة  فقط أو أقل أو أكثر قليلاً وهذا لا يفيد الطالب على المدى البعيد إلا أنه لا يغير هويته . هناك عناصر عديدة تشكل هوية الانسان واللغة تعتبر إحدى العناصر.

لغة التعليم التي يدرس بها الطالب كل المواد التعليمية ويدرسها كمادة من المواد قد يستمر تأثيرها على الطالب مدى الحياة لكنها لا تغير هويته.

الطالب من البجة الناطقين بلهجة التجري الذي درس مواد الدراسة المقررة كلها باللغة العربية المعاصرة  ويتحدث خلال اليوم الدراسي باللغة العربية كلغة تعليم وبعدد الحصص المقررة  إضافة إلى مقرراللغة العربية  لا يجد أي صعوبة في فهم الشرح لأن لهجته الأصلية (التجرايت) العريقة  فيها  لم يزل نسبة كبيرة من المفردات العربية المعاصرة التي يسمعها في المدرسة لذا يمكننا أن نقول إنه عربي الهوية بجاوي المنطقة.

يعتبر الحديث بالعربية المعاصرة في المدرسة بالنسبة للطالب من ناطقي التجري كحديث بلهجته التي يتحدث بها في المنزل و ليس بديلاً عنها.  وهذا ما كنت أشعر به  شخصياً عندما كنت في المرحلة الابتدائية عندما كنا ندرس المواد المقررة باللغة العربية0كنا نتوق لنعرف كل صباح مفردة جديدة من لغتنا العربية المعاصرة سرعان ما تترسخ في الذاكرة  دون جهد  بل المفردة الجديدة كانت تشحذ الأذهان لاستقبال مفردات جديدة أخرى من لغتنا المعاصرة العربية دون أن نضطر للتخلي عن لهجتنا العربية العريقة (التجرايت) حيث البيئة الاجتماعية المحيطة لا تتحدث العربية المعاصرة بل لهجة التجرايت العريقة التي تعتبر أقدم لهجة عربية في منطقة شمال شرق إفريقيا. كاتب هذه السطور واحدً من آلاف الطلاب الذين حرمهم نظام هيلي سلاسي من التعليم بلغتهم العربية واجبرو في الصف الأخير من الابتدائية للتحول إلى اللغة الأمهرية.

وأستغرب الآن عندما يقال إن الطالب من ناطقي التجري لا يفهم العربية الفصحى في المرحلة الابتدائية0

هذا كلام غير صادق وغير موفق لو صدر من أشخاص من ناطقي التجرات0

في الفترة القصيرة التي درس فيها أبناء مسلمي إرتريا باللغة العربية كان الطالب بعد المرحلة الابتدائية يمكنه أن يتحدث باللغة العربية الفصحى بطلاقة ويمكنه أن يدرس الثانوية والجامعة في أي قطرعربي لأن أساسه كان متينٌاً في اللغة العربية الفصحى0

ما ورد أعلاه حدث في  جيلنا والذي سبقنا، والعكس حدث في الجيل الذي كان بعدنا أمام أعيننا في السنوات القليلة الماضية. طالب درس في إرتريا مرحلته الابتدائية باللغة العربية بعد الاستقلال ثم انتقل إلى السودان وواصل تعليمه الثانوي بتفوق لما وجد منهجا متوازنا ومدروسا بعناية في السودان بينما طالب أخر درس مرحلته الابتدائية بلهجة التجري مع استعارات مكثفة من التجرينية وبحروف الجئز، وعندما انتقل إلى السودان تعثرت مسيرته التعليمية ولم يتمكن من الانتقال إلى المرحلة الثانوية بسبب ضعفه الواضح في اللغة العربية0 وبسبب كبر سنه وضعفه الواضح في العربية توقف عن التعليم. وهناك المئات من هذا النوع من الطلاب الذين أعيقت حياتهم التعليمية بجانب المشاكل المادية لأسرهم.

أوردت هذه القصة لأن الكثير من الإرتريين يقول إن اللغة العربية مسموح بها في المدارس الإرترية وهذا فهم قاصر لأن الفرق بين اللغة العربية كمادة واللغة العربية كلغة تعليم ليس بالأمر الواحد  مع ضعف المنهج وعدم توازنه ورداءة تعلم اللغة العربية في الفصل  تكمن المعضلة وسوء المخرجات التربوية والفاقد التربوي المتزايد كل عام.

المراجع:

  • جاء في القاموس المحيط «الشعوبي بالضم محتقـِر أمر العرب ». قال عنهاالقرطبي هي حركة تبغض العرب وتفضل العجم» وقال الزمخشري في أساس البلاغة: «وهم الذين يصغرون شأن العرب ولا يرون لهم فضلاً على غيرهم»

. تعريف الموسوعة البريطانية للشعوبية : بأنها كل اتجاه مناوئ للعروبة

  • تاريخ إرتريا – عثمان صالح سبي – ص 27- 29

شاهد أيضاً

تهنئة

بمناسبة عيد الفطر المبارك تتقدم رابطة ابناء المنخفضات الإرترية للشعب الإرتري الأبي بأصدق التهاني القلبية …

الاعلام بين الماضي والحاضر

بقلم محمد نور موسى ظهر الإعلام الإرتري مع ظهور الحركة الوطنية الإرترية في مطلع أربعينات …

من مواضيع مجلة الناقوس-العدد التاسع

سعدية تسفو فدائية من جيل آخر! نقلا من صفحة الاستاذ ابراهيم حاج لترجمته من كتاب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *