لهذه الأسباب يجب أن تنجح رابطة أبناء المنخفضات !!!

aliafa_03علي عافه إدريس

كلما فتحت إميلي أو بريد صفحتي في الفيسبوك ، أجد من يخاطبني أن فكرة رابطة أبناء المنخفضات فكرة فاشلة وأننا نتعب أنفسنا ونضيع وقتنا ووقت غيرنا في أفكار  و قضايا انصرافية شغلنا بها ساحة المعارضة ، رغم أن كل الذين أصروا على اسماعي تلك الآراء لم يفتح الله عليهم بأي برهان على مؤشرات تأكد حججهم و ادعاءاتهم بالفشل حتى لو كان ذلك البرهان ضعيفا الأمر الذي جعلني ادرجها في خانة الامنيات ، كما أن الذين يتبنون افتراضات الفشل الوهمية للرابطة قد تبنوا في البدء تهمة تقسيم الوطن مدعين بأنها تشكل خطرا على الوحدة الوطنية  في محاولة ورهان خاسر لقتل المبادرة في مهدها فلم يفلحوا ، وعندما اتضح لهم أن أصحاب المبادرة صمدوا واستطاعوا أن ينفوا بل و يؤكدوا  عدم صحة تهمة تقسيم الوطن التي رموا  بها الوثيقة زورا   وأن تلك التهمة سقطت أيضاً بعد أن أنجلى الغبار الذي أثاروه بقصد التضليل ، عمدوا  على تغيير استراتيجيتهم  بابتداع فرية أخرى  هي :  تهمة تقسيم المسلمين واضعافهم أمام التكتل الآخر متناسين عمدا وبصورة مفضوحة تباكيهم على الوحدة الوطنية ، لتسقط هذه المرة أيضا تهمة تقسيم المسلمين أمام صخرة صمود أهل المبادرة وسعيهم الدؤوب لتوضيح أبعاد مبادرتهم ، فأخذوا يراهنون على تفتيت الرابطة عبر الحديث عن عدم وجود بعض مكونات المجتمع في مكتبها التنفيذي ولجنتها التأسيسية وعن صراع وشيك سيندلع بين المكونات وما إلى ذلك من التوهمات  .  ثم أن هناك نقطة مهمة يسعى جميع أهل التمنيات  لتجاهلها – البعض عمدا والبعض الآخر عن غير قصد- لعدم احاطتهم بعضوية الرابطة ولما تدعو إليه ، فإذا استثنينا المستقلين من عضوية الرابطة ، فإن باقي العضوية لديها التزاماتها بالتنظيمات السياسية المتواجدة بالساحة وهي تناضل كغيرها وفعالة في نضالاتها أكثر من الذين نصبوا أنفسهم لتكسير مجاديف أعضاء الرابطة ، وهذه النقطة تحديدا هي رد عملي مفحم لمن يحاول أن يفصل الرابطة وعضويتها من الاطار العام لنشاطات المعارضة الأرترية ويصورها على أنها نبت شيطاني يتعارض وجوده مع العمل و القوى المعارضة في الساحة .

وفي حقيقة الأمر أن فكرة الترويج لفشل محاولات الآخرين أصبحت صفة ملازمة للحراك الإرتري المعارض  لأن كل طرف لايرى الحق إلا من خلاله وما عداه باطلا ، وهذا ما أدى لاستدامة دائرة الصراع المغلقة التي انعدم فيها افق التفكير المستقبلي  لغد أفضل يسع جميع مكونات الوطن على قاعدة الإعتراف بالتنوع واستحقاقاته المتمثلة  في الحقوق والمصالح الكاملة   باعتبارها الركيزة الأساسية التي ينبني عليها الإستقرار  ، لذلك نجد المروجون لفشل فكر الرابطة ينطلقون من  قاعدة عدم الإعتراف بالآخر  التي تسعى لممارسة العنف اللفظي لقتل أي محاولة  للتعبير عن الذات في إطار التنوع  وفي أحسن الأحوال المراهنة  على فشلها . وبالرغم من إدراكي لهذه الحقيقة رأيت مسايرتهم لكن على طريقتي  لأن أمنيات الفشل المشحون بفقدان الثقة في الآخر لا يمكن أن تكون سبباً  لتحققها ، لذلك عمدت لاثارة تساؤل افتراضي وذا أحتمال بعيد ، ماذا لو  لم تنجح الرابطة في تحقيق أهدافها في المرحلة  الحالية  ؟ وماهي الأسباب المحتملة لذلك ؟ وما يمكن أن يترتب على ذلك ؟  وقادتني كل تلك الأسئلة لإعادة قراءة أهداف الرابطة عدة مرات لتحديد الأهداف المرحلية والتي يمكن أن تكون عرضة أكثر من غيرها للتعثر . وباستعراض سريع ومختصر لتلك الاهداف نجد أنهما هدفان لا ثالث لهما سنستعرضهما ثم نرى مدى إمكانية تحققهما في ظل الظروف الموضوعية على الساحة الارترية والعراقيل التي يسعى البعض وضعها في طريق الرابطة.

أول الأهداف المرحلية التي تسعى الرابطة لتحقيقها هو لم شمل أبناء المنخفضات من أجل النهوض بمجتمعهم الذي يتعرض للاقصاء من النظام الدكتاتوري وبعض أطراف المعارضة على حدٍ سواء ، وتحقيق ذلك يتم عبر وسيلتين هما:

  1. خلق رأي عام ووعي مجتمعي عميق وشامل على أساس المبادئ والمصالح  المشتركة وتبني السياسات والأهداف التي تضمن وتعزز دور ومصالح المجتمع.
  2. إقامة منظمات مجتمع مدني ومجموعات ضغط شعبية قوية ومؤثرة لضمان نجاح إنجاز العمل لتحقيق مصالح المجتمع وأهدافه الخاصة.

الوسيلتان اللتان تم تحديدهما لتحقيق هذا الهدف قد تم البدء في تنفيذهما ، فمنذ تأسيس الرابطة قبل ستة أشهر ما تم انجازه فيهما حتى الآن جيد والعمل فيهما يعد بالكثير من الانجاز فقد تجاوز الامر فيهما مرحلة الفشل وتخطاها .

أما ثاني الأهداف المرحلية للرابطة هو تحقيق الحشد حول المصالح و الالتفاف الواسع حول المظالم التي تعرض لها أهل منطقة المنخفضات دون غيرهم خاصة التي تتعلق بالأرض التي تم الاستيلاء عليها بحجج مختلفة ، وعمليات التوطين التي تجري على قدم وساق في أراضيهم ، واللاجئين الذين تمت عرقلة عودتهم سابقا ويتم الآن من قبل بعض أطراف المعارضة البحث عن مبررات للإبقاء عليهم حيث هم دون أي وازع من ضمير ، وذلك لأنها مظالم عرضة للضياع لتداخل المصالح فيها ، وقد حدد أيضا لتحقيق هذا الهدف ثلاثة وسائل هي:

  1. التوعية بهذه المظالم لأبناء المجتمع ، وقد تحقق ذلك نسبيا لأنها كانت أحد مرتكزات جمع شمل مجتمع المنخفضات، لهذا لا يخشى الفشل فيها بل أن التسلح بالوعي بالمظالم هو أمضى الأسلحة  لتحقيق النجاحات الباهرة  على كل الأصعدة .
  2. دعم وحث التنظيمات السياسية للمجتمع لتتبنى سياسات للدفاع عن مصالح مجتمعها في سياق عملها النضالي الوطني العام .

تجاوب التنظيمات السياسية مع طرح الرابطة كان أكثر من جيد إلا أنه لا يخلو من منغصات أخذت تظهر في ردات فعل بعض الافراد المحسوبين على تلك التنظيمات السياسية ، إلا أن الامور بصفة عامة مطمئنة والأمر يحتاج لفترة أطول للخروج بتقييمات حقيقية فيه ، والنجاح هو الراجح فيها لأن الأهداف التي تبنتها الرابطة هي أهداف تؤرق كل من ينتمي لهذا المجتمع والأمر فيها قابل للوصول لتفاهمات مع كل الاطراف.

  1. الوصول لاتفاقات مع كل التنظيمات السياسية أعضاء المظلات الوطنية الجامعة كالتحالف الديمقراطي والمجلس الوطني ، وأن تلك التفاهمات والاتفاقات يجب أن تتم عبر التنظيمات السياسية الوطنية ذات الأكثرية المنتمية لمنطقة المنخفضات الموجودة في الساحة ، خاصةً أن ذلك لا يتعارض مع النضال الوطني ضد النظام الديكتاتوري الذي يخوضه أبناء المنخفضات مع بقية اخوتهم في الوطن ، والأمر هنا مرهون بالتنظيمات السياسية ومدى تقديرها لأهمية تلك المطالب ومدى تجاوبها مع قواعدها ومدى قدرتها على مقاومة الضغوط المباشرة وغير المباشرة التي تمارسها عليها القوى المستفيدة من مشاريع الاستيطان و التي دأبت على السعي للمحافظة على إرث افورقي كاملا ، وقد رأينا كيف أن تلك القوى قد بدأت تتحرك في الشهرين الماضيين عبر توقيع الاتفاقات والتفاهمات مع بعض التنظيمات التي يفترض فيها تبني تلك المظالم والتي سيكون لها دور كبير في الدفع لرفع تلك المظالم في أرتريا المستقبل ، كما رأينا التوسع في دعوات المهرجانات وفسح المجال لمشاركات أوسع في اطار محاولات إحتواء مكشوفة و بصورة ملفتة لا تفوت على كل ذي بصيرة ، وهنا بالضبط يكمن تحقيق أحد الأهداف المهمة للرابطة ، وتحقيق النجاح فيه يتوقف على ثلاثة أمور أولها وعي التنظيمات السياسية ذات الأكثرية المنتمية لمنطقة المنخفضات بالمظالم الحصرية التي تعاني منها المنخفضات وهذا بالتأكيد متحقق فتلك المظالم ونوعيتها وحصريتها هاجس يؤرق جميع المنتمين للمنخفضات ، أما ثاني الأمور فهي إشكالية صياغة تلك المظالم ووضعها في صيغ قانونية محكمة والوصول لاتفاقات حولها مع كل القوى الوطنية ، أما ثالث الأمور التي ذكرناها هي مدى قدرة تلك التنظيمات على مقاومة الضغوط والمحاولات التي تجري لتبسيط تلك المظالم في اطار السعي للهروب من توقيع اتفاقات حولها من قبل القوى التي ستسعى لتمييع واجهاض تلك المظالم . من الواضح أن النجاح في تحقيق هذا الهدف محفوف بالكثير من الاحتمالات ، لهذا يتطلب بذل مزيد من الجهد واحاطته بعناية خاصة تجنبا لاهدار المزيد من الوقت ، والسؤال الذي يفرض نفسه في هذا المقام هو .. ماذا لو لم  تنجح  الرابطة في تحقيق هذا الهدف في هذه المرحلة أو كانت نسبة النجاح فيه متدنية ؟

أن عدم تحقق  هذا الهدف في المنظور القريب سوف لن يتسبب في فشل الرابطة ، إلا أنه بالتأكيد سيؤثر على الوقت الذي ستقضيه لتحقيق أحد أهدافها المهمة ، أما التأثير المدمر لذلك سيكون على الوطن الارتري ، فمن شأن أي اتفاقات تحدث الآن أن ترسل رسائل إيجابية لمن هم على الأرض ، والحد من الرسائل السلبية التي دأب الآخرون على ارسالها، هذا إذا كنا حقاً نسعى لارساء دعائم الأمن والسلام لوطننا  وإقامة دولة العدل والمساواة  ، خاصة في ظل استفحال  الممارسات التعسفية لدولة الطغيان التي بلغت حداً بات يهدد وجود المكونات الأخرى ، وانفلات زمام إدارة الدولة من يدها ، وانتشار السلاح الذي أصبح في متناول الجميع ، والقلوب التي امتلأت بالاحساس المقيت بالظلم ، والاحتكاكات اليومية بين السكان الاصليين والمستوطنين التي يمكن أن تنفجر دون سابق انذار . لهذا وليس تضامنا مع رابطة أبناء المنخفضات وليس دعما لأهدافها فقط ، بل من أجل الوطن الذي يجب الكف عن التباكي عليه من قبل الجميع برفع شعارات فضفاضة لا تقيم وزناً للمخاطر الحقيقية التي تحدق به،  والعمل بشكل جاد على ايقاف عجلة الصراع وذلك من خلال : الإعتراف المتبادل بحقوق المكونات و رفض عقلية الهيمنة والإقصاء المتمثلة في تجربة  النظام الطائفي والتماهي معها، والاتفاق على نبذ الظلم والإنتهاكات التي نتجت عنه ، والتراضي على بناء الدولة القادمة على أساس من العدل والمساواة بين جميع مكوناتها بما يحفظ حقوقها العادلة في السلطة والثروة  بدل الرهان على فشل رابطة المنخفضات الإرترية لأنه رهان يعبر عن نوايا غير صادقة   وتناقض واضح  بين  الرغبة في اسقاط النظام  في ظل استمرار رفض الخوض في إزالة الأسباب التي أدت لوجوده  ، ما يعني السعي لإعادة انتاج النظام بحلة جديدة واستمرار دائرة الصراع المقيتة إلى أمد آخر  لا يعُلم مداه . فاسقاط النظام والإتيان بالبديل الديموقراطي الذي ينشده الجميع  شأن يجب أن يخضع  لتوافق  جميع المكونات الإرترية  ورسم  ملامحه المستقبلية معاً  وليس بالإقصاء وفرض عقلية الوصاية على المكونات الإجتماعية  .

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته …

للتواصل aliafaa@yahoo.com

 

شاهد أيضاً

مواضيع الناقوس-العدد 11- مقابلة العدد مع المناضل/ عبدالله سعيد علاج

الجزء الثاني أجرى الحوار: الصحفي محمود أفندي متابعة : ماذا حدث لك بعد نجاح العملية …

مواضيع الناقوس-العدد 11- مقابلة العدد مع المناضل/ عبدالله سعيد علاج

الجزء الأول أجرى الحوار: الصحفي محمود أفندي   تحاور مجلة الناقوس المناضل الكبير عبدالله سعيد …

شخصية العدد- المناضل المغييب محمد عثمان داير (الناقوس العدد 11)

       المناضل المغيب / محمد عثمان داير                   …

5 تعليقات

  1. merhaba brother ali afaa.
    many of those you d escribed as opposition groups are just shaεbiyya/agdef die hards minus esyas.they are in opposition to esyas personally NOT to his anti muslim, anti equality of citizens agenda. They idolize shabiyya flag over eritrean one. They still believe in dividing us into 8 nationalities to insure the supremacy of tigrinia speaking christians over the rest and give legitimacy to WE AND OUR GOALS doctrine of their supreme divide and rule mastermind , aboona esayas. So no wonder that much of the opposition to the establishment of ELLcomes from ex shaεbiyasites or support the agdef style of centralized regime in asmara, of course minus the face of esyayas. As for those who have genuine concern of leaving their kebesite muslims to face annihilation or tramped their rights, let me assure you in this holy month of zul-hijjah that i never mentioned this blessed society of lowlanders to any jeberty, nebera, or asaworta, except they support it, extend good wishes and make duεa for its success… So brothers and sisters of lowland, your cause is an honest and legitimate cause, never turn back or be destracted by barking dubious groups or individuals. Be available to educate those who have genuine concern and keep up the good job.
    waffaqakum Allah. wa kull εaam wa antum be khayr

  2. تسلم أستاذنا علي عافة
    يلاحظ تهافت القوى التي كانت تتعالى على التنظيمات ذات الثقل المنخفضاتي للدعوة الى إقامة مظلات معها، ومن ناحية اخرى اختفت حملات التشويه ضد التحالف الديموقراطي الذي كان عرضة لتلك الحملات من قبل الجميع بما فيهم بعض التنظيمات التي كانت لها عضوية سابقة في التحالف وحتى من بعض التنظيمات التي لا زالت تحتفظ بعضويتها فيه.

  3. الأستاذ Hamid Osman … شكرا لك لتعليقك وبالنسبة لملاحظاتك فيها ملاحظات في مكانها فيما يخص تهافت القوى التي كانت تتعالى على التنظيمات ذات الثقل المنخفضاتي للدعوة الى إقامة مظلات معها، أختفاء حملات التشويه ضد التحالف الديموقراطي … تسلم على المرور والتعليق.

  4. عزيزى على عافة. ظهورك بين حين واخر مرحب به وهو واجب على من بهمهم امر المنخفضات. ايش رايك لو نقول ، اهتموا بنجاح المنخفضات واهدافها بدل من ان تهتموا بما قيل وقال . لكم اجندتكم واهدافكم وقد اعلنتوها مكتوبة . باركها من باركها وانتقدها من انتقدها . التوعية لابد منها بين حين واخر ولكن عليكم ايضا ان تخبروا ماذا عملتم او ماقمتم به حتى اللحظة. هذا هو ماينتظره منكم من بارك خطواتكم . لا للرجوع الى الخلف. وفقكم الله. افندى محمد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *