لماذا استيقظ هؤلاء …. !؟

عادل درملى

ليست بالضرورة أن نتفق كلياُ فيما إجتهد البعض منا , ولكن من الضرورة أن لا نختلف جذرياً فى كيفية الوصول إلى رؤي وصيغ توافقية تتماشى وأهدافنا المعلنة ( تغيير النظام ) والتى لا خلاف عليها إلا لمن أبى وكانت له مآرب اخرى , وبمجرد كونك تفكر إذاً أنت موجود مما يعني لك الأحقيه فى تبنى ما تراه مناسباً من مبادرات وحلول ومقترحات تعمل على إخراجك من النفق المظلم الذى تعيش والذى لا ترى له نهاية , والمتمثل فى التهميش والإقصاء الممنهج الذى طال هذا المكون (المنخفضات) وغيره, حيث تلامس هذه المبادراة واقع سوء الحال المعاش والذى لا يمكن ولا يجب السكوت عنه, وبعيداً عن الإتهام بالمزايدة الوطنية تبقى القضية مرتبطة باحقية الوجود والإستقرار فى الأرض التى إرتوت بدماء الشهداء من أبناءها وغيرهم, فقط من أجل صيانة حقوق الإنسان وكرامته فى ظل دولة مبنية على دعائم العدل والمساوة والحرية , وعلى حد قول الإمام الشافعى رحمه الله :
ما حك جلدك مثل ظفرك فتول انت جميع امرك .
واذا قصدت لحــــــاجة فاقصد لمعترف بقدرك .

وقد لا يتفق معك البعض إيماناً منهم بعدم ملائمة هذه الحلول والمبادرات للظروف السياسيه والاجتماعية والاقتصادية الأنية والتى قد تضر بالمصلحة العامة والأهداف الأسمى ومنها استقرار ووحدة ارتريا على حسب وجهة النظر المقدرة, وذلك كوجهة نظر بعيداً عن إستلاب هذا الحق الأصيل من التفكير والإجتهاد, حيث يظل هذا الإختلاف ضمن دائرة الرأي والرأي الأخر الذى لا يمكن بأي حال من الأحوال الأستغناء عن أين منهم كونه سُنة كونيه تتواجد أينما وجد الإنسان السوي, والمقيد بضوابط الإختلاف وإحترام الأخر , وبفرضية أن إختلاف الطرف الأخر أصله حسن النوايي والمصلحة العامة والحقوق التى لا تتجزء والتى لا تسقط بالتقادم ولا يمكن الوصايا بها ونحسبه كذلك, وبعيداً عن سلطة وتجبر النص والتعالى الفكري المصاحب للكثير من الكتابات التى جعلت من مبادرة رابطة ابناء المنخفضات الهدف الأوحد فى هذه المرحلة من عمر القضية العادلة التى تتدافع فيها الأحداث بصنع واقع متسارع ومتجدد , يحتاج إلى تضافر كل الجهود بعيداً عن التشكيك والمغلاة فى الفجور السياسي , حيث مارست هذه الكتابات نفس العقليه السلطوية والإقصائية التى يمارسها النظام بإختلاف الأدوات والأساليب وإتفاق الهدف والمقصد, كأسوء تقدير يمكن التوصل إليه ونحسبهم منه براء, وفى أغلب أحايينها تعتدي على الأخر وتجعل منه العنصر الفاقد لبوصلة الإتجاه الوطني والداعى الى التقسيم والانفصال, والمتبنى لأجندة قديمة يتم ترميمها وإعادة صياغتها عبره دون وعي منه بخطورتها والأضرار المترتبة عليها, ومن هنا تنبع الأزمة الحقيقة فى التعاطي والتعامل مع الأخر واشياءه التى ينتج, وبعد إستلابه كل مقومات الحياة من قبل السلطة الحاكمة وأتباعها, يتم إستنكار حقه فى التململ والوقوف وهو جالساً.. لا أدري هل هو الخوف من النهوض أم هو التعالي الأجوف ألذى يمارسه البعض…؟ .

وما بين مصطلح ومفهوم ألمنخفضات تمت محاولات عديدة عبر هذه الكتابات لتغييب الوعي العام وتشتيته, حيث تمت قراءة مسودة المبادرة من الذهنية الحاضره فى عقلية الكاتب والمخيله الروائية له, بعيدا عن روح ومدلاولات المسودة بشكلها البسيط, حيث تم حبك السرد القصصى وما يتماشى مع منطلقات الكاتب الفكرية والسياسية, والتى ليست بالضروره أن تكون متطابقة مع المبادرة, وتم صياغة الحوار وما يهدف أليه عبر إستخدام مصطلحات مرتبطة بالحس الوطني مثل الإنفصال والتقسيم وذلك لايهام القارئ بان هذه المبادرة ما هى إلا امتداد لمحاولات سابقة من تمزيق هذا الوطن,ولكن دون جدوي فما ذادت هذه المحاولات أبناء ألمنخفضات إلا إيماناً وتمسكاً بما يرونه من حق أصيل فى الدفاع عن حقوق ومكتسبات هذا المكون البشرى المتعدد والمتجانس عبر التاريخ, والذى يمثل ارتريا فى أبها صوره, حيث إنطلقت المبادرة من قاعدة ذكر الجزء ( المنخفضات ) ولكن باستهداف الكل والمعنى بالكل هو الوطن بكل تأكيد , فالكلمـة المفتــاحية الــتي تنبــني عليــها مبادرة الرابطة هي المطالبة بالحقوق، حيث أمنت عليها فى الكثير من الفقرات ودعت الى تأصيلها ومنحها لجميع مكونات الوطن الاخرى والتى تستحقها كحق أصيل وليست كهبه تمنح وبالتساوى العادل المنصف, وبعيداً عن الإستهلاك الدلالي المستخدم من قبل الكثيرين … فعند إخراج المبادرة عن سياقها وتفريقها مضمونها الحقيقى الذى دعت إليه حتما ومن الطبيعى سوف تبقى نصوص مغلقة على ذاتها لا يستقي منها ولا يعتد بها بأى حال من الأحوال, وسوف تذهب أدراج الرياح كما غيرها الكثير من المبادرات, والتى لم تلق كل هذا الإهتمام والترحيب من المؤيدين لها, والنقد والنقد الغير موضوعي وبناء فى كثير من الأحيان من قبل المناهضين لها, وذلك نسبة لجدية الطرح وعدالة القضية والمطلب ووضوح وشفافية المقصد فى هذه المبادرة , وعلى سبيل المثال لا الحصر فى عملية التشكيك فى جوهر وأهداف المبادرة ما تم نشره من أحد الكتاب عبر مادة مسجلة تخاطب الشباب وتحذر من إتباع هكذا مشاريع لا تقدم حلول وطنية صرفه حسب وجهة نظر الكاتب, ولا تنطلق من روئ شفافه وواضحه حيث تم تشبيه المبادرة بمشروع التقسيم المطروح فى فترة من الفترات ,فمن وجة نظرى كشاب تم مخاطبته عبر هذه المادة ومع احترامي للكاتب لا أرى أى أوجه شبه فيما يخص المبادرة والمشروع التقسيمي الذى طرحه المستعمر (بريطانيا فى حينه), وذلك نظراً للإختلافات الجوهريه فى الكثير من المعطيات السياسيه والأقتصادية والأجتماعية والتى لا تقبل اوجه المقارنه بتاتا, إذ كانت تلك الظروف مستقرة نسبيا فى تلك الفترة, حيث المناخ الطبيعى والنابع من قيام السلطات القضائية والتشريعية والتنفيذية بدورها المحورى فى الدولة, مما أتاح للشعب المشاركة فى السلطة عبر هذه المؤسسات والتى أصلت هذا الحق وشجعت على قيام أحزاب وطنية ارترية تطمح فى السلطة عبر آلياتها المتعارف عليها دوليا, وفى ظل هذا المناخ المتعافى نسبياً كان من الواجب الوطني أن يتم رفض أى مشروع يؤدي إلى زعزعة وإستقرار الوطن دعك عن تمزيقه وتقسيمه, ولا يعنى ذلك قبول التمزيق والتقسيم فى حالات غير مشابهه بل أكثر تطرفا كما هى اليوم, ورغم النوايا البينة والإصرار المستمر على ضم الدولة الارترية إلى المستعمر (اثيوبيا) من البعض والمتمثل فى قيام حزب (الاندنت ) عندما كان يدعو ويتبنى هذا الطرح التقسيمى والذى تم رفضه جملة وتفصيلا من أبناء الشعب الارتري وكان الرفض أشد من ابناء المنخفضات, وذلك ايمانا منهم بان هذا الوطن يجب ان يكون ذو سيادة وطنية مستقلة, حيث افضى هذا الرفض الى عمليات التصفية الجسدية والاغتيالات التى طالت كل من وقف ضد هذا المشروع والاعتقالات المستمرة والمكايدات السياسية التى مورست عبر شركاء الوطن, والذين مازالوا يضرمون النار فى جسد الوحدة الوطنية بعمليات الاقصاء والتهميش التى تمارس بحق ابناء المنخفضات وغيرهم من ابناء هذا الوطن, ومن ثم كان رد الفعل الطبيعى وحفاظا على الوطن ووحدته هو اندلاع الكفاح المسلح فى العام 1961 بقيادة الشهيد القائد البطل حامد ادريس عواتي ورفاقه الاطهار لهم الرحمة والمغفرة جميعا, شاء من شاء وأبى من ابي فهى الاردة الوطنية الصادقة النابعة من حب هذا الوطن, والمتجزرة فى نفوس ابناءه الشرفاء الغيورين عليه, وفى الجانب الاجتماعى والذى اتسم بالاستقرار والتعايش فى تلك الفترة, حيث لم تكن هناك عمليات استيطان واحلال لمكون على حساب اخر وذلك على عكس ما يحدث اليوم باهداف طائفية وعرقية تستهدف النسيج الاجتماعى لابناء المنخفضات بدرجة عالية, كما لم يتم استهداف الفرد فى دينة وعرضه كما يحدث الان برغم الاهداف المعلنة والصريحة للمستعمر فى حينها , واذا ادرنا الة التصوير نحو مأساتنا اليوم لا نرى ما يسر الصديق, فلا وجود لمؤسسات الدولة ولا احزاب سياسية ولا منظمات مجتمع مدني ولا مؤسسة عسكرية وطنية بشكلها المعروف ولا مؤسسات اقتصادية وتعليمية, وبيوتنا واعراضنا منتهكة وحقوقنا مغتصبة واراضينا منتزعة وحريتنا غائبه وديننا محارب وهويتنا مشوهه وباستغلال الوحدة الوطنية يتم ما سبق وغيره من التجاوزات من قبل الفئة الحاكمة واتباعها المعلنين والمدسوسين .

عفوا ايها الكاتب فمادعت اليه المبادرة ما هو الى رد الكريم على اللئيم بالاحسان , حيث دعت الى الوحدة الوطنية فى ظل دولة العدل والمساوة, وفى كنف دولة القانون والمواطنة والحرية, والقسمة العادلة للسلطة والثروة, كما اقرت كل المظالم التى يتعرض لها ابناء الشعب الارترى دون فرز , وذهبت ابعد من ذلك وهو واجبها ودورها عندما أبدت كامل استعدادها مشاركة الجميع فى المساهمة فى رفع حالة الظلم والتهميش الجاسمه على صدور الشعب, وذلك من خلال تنظيم المجتمعات وتوعيتها بحقوقها وتشجيعها المطالبة بها بشتى السبل السلمية, والوقوف صفا واحدا مع قوى المعارضة الارترية لمواجهة صلف وتجبر هذا النظام الذى ظل دوما يستخدم بعض الاطراف لتأجيج الصراع الطائفى والعرقى الذى لم نعشه من قبل , وذلك لا طالة امد بقاءه فى السلطة, فكأنكم تقولون ( لماذا استيقظ هؤلاء ….. !!

………………..

شاهد أيضاً

مواضيع الناقوس-العدد 11- مقابلة العدد مع المناضل/ عبدالله سعيد علاج

الجزء الثاني أجرى الحوار: الصحفي محمود أفندي متابعة : ماذا حدث لك بعد نجاح العملية …

مواضيع الناقوس-العدد 11- مقابلة العدد مع المناضل/ عبدالله سعيد علاج

الجزء الأول أجرى الحوار: الصحفي محمود أفندي   تحاور مجلة الناقوس المناضل الكبير عبدالله سعيد …

شخصية العدد- المناضل المغييب محمد عثمان داير (الناقوس العدد 11)

       المناضل المغيب / محمد عثمان داير                   …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *