كشف تكتيكات الهقدف

*كشف تكتيكات الهقدف

الاستاذ علي جبيب

الأنظمة الدكتاتورية العقيمة دائما تلجأ لاستخدام فزاعة الاستهداف الخارجي الذي يهدد أمن وسلامة الوطن بغية استدامة حكمها الاستبدادي.
لم يكن نظام الهقدف ليشذ عن هذا النهج التسلطي فمنذ أن أحس رئيس العصابة وزمرته بدنو موعد إستحقاقات الاستقلال من تنظيم للسلطة وإدارة البلاد عبر أطر قانونية من دستور وقيادة منتخبة ونظام حكم ديمقراطي بموجبه يتم تقسيم السلطة والثروة والمساواة في الحقوق والواجبات، جن جنون سلطة القهر وابتدعت دوامة الحروب العبثية مع كل دول الجوار وكان آخرها الحرب الإثيوبية التي راح ضحيتها الآلاف من الشباب ودمرت البنية الاقتصادية والاجتماعية والأمنية فاصبح الوطن عبارة عن جحيم طارد وسجن كبير تمارس فيه كل الجرائم السالبة للحرية ضد المواطنين والعنوان الأبرز لهذا النهج البربري هو الحفاظ علي أمن الوطن.
ومن خلال الأحداث الأخيرة المتلاحقة بدءا بتقرير لجنة تقصي الحقائق والمناوشات أو المعارك التي اندلعت في الحدود الإثيوبية الارترية وجدنا صحوة غير عادية لدى الجماهير من خلال الحوارات والنقاشات الدائرة في مواقع التواصل ومدى التفاعل الذي يبديه الشباب مع حدث جنيف المرتقب والحشد له.بالمقابل قراءة تصرفات النظام في مسعاه الأخير بافتعال الحرب محاولة منه لدغدغة مشاعر واحاسيس المواطن البسيط وإيهامه بأن البلاد في في مهب الريح وبث رسائل مبطنة تدعوا المواطنين للإصطفاف خلف الحكومة المستبدة ونبذ حراكهم المناوئ، فصوت الوطن يجب أن يعلوا فوق كل إعتبار ولكن الشيئ المبشر إدراك الناس مدى الهلع الذي يعيشه أفراد العصابة منذ صدور تقرير لجنة تقصي الحقائق والذي فشلت في عرقلته بشتي السبل والوسائل وايضا المخاوف التي سببها لهم الحشد المستمر لتظاهرة جنيف الكبرى ومزيدا من تضييق الخناق على سياساته المتعجرفة. ومع هذا فإن هناك قلة من المثقفون المزيفون الذين لا يفوتون مثل هذه الفرص ليبثوا من خلالها سمومهم والظهور بمظهر الحامون لحمى الديار وداعموا الجيش الشعبي! ويظل هذا صوتا نشاذا ويبقى غالب الإدراك الجمعي لمرتادي مواقع التواصل متماسكا ولسان حالهم يقول للنظام أن فزاعة الإستهداف الخارجي أصبحت لعبة قديمة ومكشوفة العب غيرها ولقائنا في جنيف.