في حضرة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم القائد الذي بكتاب الله غيّر مجرى التاريخ

الحسين علي كرار

قصص الرسل والأنبياء قصص عظيمة غنية مشوقة فيها الكثير من العبروالحكم والعزيمة والصبر، منهم أولي العزم الذين صابروا وجاهدوا في سبيل الله ، وتحملوا الأذى ، نوح صانع السفينة ،وابراهيم مباغت النمرود بالحجة ،وموسى كليم الله ،وعيسى القائل للحواريين من أنصاري إلى الله ،ومحمد المصطفى خاتم الرسل والانبياء ،عليهم الصلاة والسلام ، فقصصهم مؤثرة  ومذكورة في القرءان الكريم ، بدعوتهم لأقوامهم بعدم الاشراك بربهم الله سبحان وتعالى ،ورفض القوم الدعوات ووضعهم أصابعهم في أذانهم كارهين سماعها ،  فالله سبحانه وتعالى نصرهم على هذه الأقوام  نصرا عزيزا مبينا ، فهذه قصة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم أحد هؤلاء ونحتفل بذكرى مولده الشريف ، وهي قصة قائد عظيم ،ولد يتيما لم ير والده الذي توفى قبل ميلاده وتركه جنينا في بطن أمه أمنة بنت وهب ، ثم تتوفي الوالدة ،ويتربى فقيرا ويتيما  وأمييّا ،احتضنه عمه أبو طالب ونشأ بين أعمامه عباس وحمزة ، ويتفكر بأن أيهم كان يشبه والده ، وبدأ حياته يرعى الغنم في صباه ، و يعمل في التجارة في شبابه ، وتزوج من خديجة بنت خويلد وهي تكبره سناّ، وقد اشتهر بين قريش بالصدق والأمانة فلقبوه (بالأمين) واشتهر بالعقل والحكمة فقبلت قريش بحكمه في نزاعها بوضع الحجر الأسود ، كان يعيش حياته الطبيعية ، ولم يكن يعلم بأن الله إختاره للتبليغ بهذه الرسالة العظيمة ، ولكن إرهاصات النبوة كانت ظاهرة  في صدقه وأمانته وقد بعث الله بملكين ليطهرا قلبه ، وظللته الغمام وهو في سفره، وتنبا بنبّوته الأحبار ، هكذا هيئه الله للتبليغ بالرسالة بعد الأربعين من عمره، وهيئ لقبولها كذلك قبل نزولها عقول قريش بانتشار الشعر البليغ بينهم كثقافة تتذوقه العرب ببلاغته ووصفه ورصانته ،  لهذا كانوا يدركون معنى القرءان الكريم وحججه الإعجازية  عندما نزل والذي مثل  التحدي الكبير الذي عجزوا أن يأتوا بآية من مثله.

ولد الرسول صلى الله عليه وسلم في (مكة) هذه القرية التي كانت عاصمة العرب الدينية والتجارية والثقافية بوجود أصنامهم فيها ،ورحلة الشتاء والصيف منها إلى اليمن والشام ،و تبارى الشعراء بشعرهم في عكاظ ،و وتعليق قصائد معلقاتهم السبعة  في جدران كعبتها ،وكانت السدانة فيها لبني هاشم ، و التجارة فيها لبني أمية ، هاتين العشيرتين التين تسيّدتا على عرب قريش في مكة ، شاء الله أن تتسيّدا على الدولة الإسلامية بعد الإسلام ،فوضع معاوية ابن أبي سفيان أساس الدولة الأموية ، واتخذ دمشق عاصمة له ،ووحدها بعد التفكك بالفتن عبد الملك بن مروان ، وحمل إبنه الوليد لواء راية فتوحاتها الإسلامية في الأندلس وبلاد الهند والسند،  وجاء بعد ذلك دور العشيرة الهاشمية في سيادة الدولة الاسلامية ، ابو جعفر المنصورمؤسس بغداد عاصمة الثقافة والعلم ، وهاررون الرشيد الذي أبهر الافرنجة بساعته المائية ورواية الف ليلة وليلة ،وابنه المأمون الذي أمر بترجمات التراث وعلوم الحضارات الإنسانية في العالم ، هكذا أثر الإسلام في هذه القرية التي كانت تتصارع فيها العشيراتان في حكم قريش فقد حكمتا المسلمين في دولة الإسلام.

ولد الرسول صلى الله عليه وسلم في هذه القرية في عام الفيل الذي غزا فيه أبرها الأشرم بأفياله مكة ليدمر الكعبة نكاية بهم بما فعلوه بكعبته التي بناها في اليمن ، فدمره الله بالطير الأبابيل ، وقد خرج جد الرسول صلى الله عليه وسلم عبد المطلب سادن الكعبة، تاركا لها وتاركا مقولته المشهورة (أن للبيت ربا يحميه) كانت قريش تعيش حياة الجاهلية في ديانتها وعلاقاتها الأجتماعية والإقتصادية ،فهذا عمر ابن الخطاب بعد إسلامه يضحك و يبكي ، فيسألوه ما الذي أضحكه وأبكاه، فيقول كنت صنعت تمثالا من التمرلأعبده  فلما جعت أكلته فضحكت، وكنت قد وأدت ابنتي فبكيت .

وقد إختار الله لهذه الرسالة قائدها محمد عليه السلام لأنها كانت خاتمة الديانات السماوية ، هذه الرسالة العظيمة تتجلى عظمتها في أول سورة نزلت من القرءان الكريم لتمحو الأمية لأن العقل الجاهل لا يدرك ، وأن منزلة القراءة والكتابة والعلم كبيرة في الإسلام ، فكانت أول سورة نزلت (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ، خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ، اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ، الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ، عَلَّمَالْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ).

عظمة هذه الرسالة تتجلى في خطابها لعقل الإنسان بالتفكير في قدرة الله في الخلق ولتذكيرالإنسان أنه خلق من علق ،  وليتفكر الإنسان كيف خلق الله السموات والأرض (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ، الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ).

عظمة هذه الرسالة تتجلى في عالميتها لأنها لكافة البشر فخاطبهم الله سبحانه وتعالى بيا أيها الناس،(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) تجلت عظمتها بأنها نظمت كافة حياة الإنسان التوحيدية والعبادية والسياسية والإقتصادية والإجتماعية ، وتجلت عظمتها بقيمها الأخلاقية في صفة قائدها (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ).

نتذكر في هذا اليوم العظيم مولد الرسول الكريم كيف اختاره الله لهذه الرسالة العظيمة الكونية لتبليغها للناس ،كقائد عظيم، وكقوي أمين ،وكصابر يتحمل  في سبيلها المشاق ، نزل عليه الوحي الذي جاءه به جبريل عليه السلام لأول مرة في غار حراء وهو يتعبد ، فأصابه الخوف والذعر وارتعد فذهب إلى بيته مخلوعا مضطربا فغطى نفسه ، فخاطبه الله (يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ) ،و(يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ، قُمْ فَأَنذِرْ، وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ، وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ، وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ، وَلَا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ، وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ) و نزلت الآيات  القرءانية المتتابعة عبر السنين  والتي أعجزت قريش البليغة الفصيحة التي عجزت عن مجارات الإعجاز القرءاني فلم يجدوا إلا أن يصفوه بالشاعر المجنون وتعرضوا له و وأصحابه الضعفاء والرقيق الذين أشهروا اسلامهم في اول الدعوة بالأذى والإذلال والتعذيب فهذا بلال يردد ( أحد أحد) وهم يعذبونه ،وهؤلاء آل ياسر يبشرهم الرسول بالجنة ( صبراً آل ياسر فإن موعدكم الجنة) كان يعني إشهار الإسلام لزعماء قريش فقدانهم مراكزهم الإجتماعية فكانوا أشد الرافضين لها الوجهاء منهم، ابوجهل وعمه ابو لهب وامية بن خلف ، تكبروا وتجبروا وطغوا وطرحوا التراب على رأس الرسول عليه السلام وهو ساجد ،هؤلاء العظماء من قريش استكبروا وقالوا كيف تنزل الرسالة على هذا اليتميم الفقير ونحن العظماء ويقول الله تعالى واصفا تجبرهم (وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ).

كانت الدعوة سرية في بدايتها وقاصرة على عشيرته الأقربين وقد اشتد على المسلمين وطئة المشركين ، وكان الرسول عليه السلام  يدعوالله أن ينصر الإسلام بأحد العمرين ، فيشهر عمرابن الخطاب اسلامه ويشهر سيفه ويقول إذا كنا نحن على الحق فلم سرية الدعوة  فالنجهر بها ، ويقول لقريش من ثكلته أمه فاليلحق بي خلف ذاك الوادي  ، فتأمرت قريش وعزمت على قتل الرسول وأن تفرق دمه بين القبائل ، فكانت الهجرة الكبرى ، ووصل المدينة وأستقبله الأنصار بنشيد طلع البد علينا من ثنيات الوداع وجب الشكر علينا ما دعى لله داع) هذا الحدث العظيم خذل قريش وأظهر صدق الرجال بإيمانهم ، أبوبكر الرفيق ،( ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا) وعلى الفدائي المضحي في السرير ، وأسماء بنت ابوبكرالمضحية حاملة الطعام ، والمحتفظة بسر المكان، وسراقة المبشر بحمل تاج كسرى ، والناقة المأمورة لإختيارالمكان ، وبناء المسجد، والأنصار الذين يؤثرون إخوتهم المهاجرين على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ، والمهاجرون الذين تركوا أموالهم وديارهم مصعب ابن عمير فتى الذوات المرهف المدلل بالأموال ولا بس الحرير يترك تلك الأموال ووالدته ، ويستشهد في بدر ولم يأخذ من الدنيا حتى ثوب الكفن منها ،قال تعالى (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً)  هنا في المدينة المنورة أسس الرسول صلى الله عليه وسلم دولته وخرج في الغزوات وبعث السرايا وبعث رسله لنشر الدعوة إلى الأباطرة والملوك في العالم ، بحياة مليئة بالجهاد وبقلب مطمئن بالله وبمغالبة النفس بالصبرعلى المشاق.

 نتذكراليوم في هذا المولد الشريف محمد الرسول الأنسان بعواطفه الإنسانية ، الذي يذرف الدموع من خشية الله حتى تبتل لحيته ،ويذرف الدموع في وفاة زوجته خديجة بنت خويلد أم اولاده وأول زوجاته وكانت المعين الداعم  له وكيف وقفت معه في محنه في بداية نزول القرءان ، فكانت كبيرة في قلبه فقال بحقها (ما ابدلني الله خيرا منها ،قد آمنت بي إذ كفر بي الناس ،وصدقتني وقد كذبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس، ورزقني الله عز وجل ولدها إذ حرمني أولاد النساء) ، ويذرف الدموع عند وفاة عمه أبي طالب الذي كفله ورباه وكان السند له ، وفارقه في وقت عصيب في دعوته إذ كان له المظلة التي تحميه من تجبر قريش ، وطلب منه أن ينطق بالشهادتين أثناء مفارقته الحياة  ، ويظرف الدمع على قبر والدته ويبكي فوقه بكاء شديدأ ، ويظرف الدمع في الطائف عندما ضربوه وطردوه وأدموا قدميه فيدعو الله بقوله (اللهم إليك اشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس أنت أرحم الراحمين ،إلى من تكلني إلى عدو يتجهمني أو إلى قريب ملكته أمري، إن لم تكن غضبان عليّ فلا أبالي، غير عافيتك أوسع لي ،أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة أن تنزل بي غضبك أو تحل عليّ سخطك لك العتبى حتى ترضي ولا حول ولا قوة إلا بالله) ، ويظرف الدمع يوم غزوة أحد عند فقده حبيب قلبه عمه حمزة فيلتفت فيرى نساء الأنصار والمهاجرين يبكين شهدائهن ، فيقول وهو حزين أما حمزة فلا بواكي له فيشعرن النساء بحزنه فيواسينه في منزله، ويظرف الدمع لوفاة زيد ابن حارثة الذي كان إبنه بالتبني قبل التحريم ويقول لمخبره الذي تباطأ عن إخباره  (لم أبطأت عنا ثم تحزننا ) ويذرف الدمع يوم توفى إبنه ابراهيم ويقول (العين لتدمع والقلب حزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا بفراقك يا ابراهيم لمحزونون)

ونتذكر اليوم في المولد الشريف محمد الرسول القوى الثابت في إيمانه الذي لا يتزعزع عندما طلبت قريش من عمه أبي طالب إما أن يترك محمد دعوته ، وإما الحصار على بني هاشم ، فيسأله عمه بأن يترك الدعوة  فيقول وهو ضعيف لا يملك القوة ،بعزيمة الرجال ( والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر على يساري لن أترك هذا الأمر أو أهلك دونه) فيتركه عمه ويقبل الحصار وأكل ورق الأشجار.

 ونتذكره في هذا اليوم وهو القوي الثابت على عقيدته وهو يمتلك القوة وقدرة الفتك بمن أخرجوه من دياره ،و يقول عند الإنتصار لقريش في فتح مكة ما تظنون أني فاعل بكم ، فيقولون مكسورين أخ كريم وابن اخ كريم ،فيقول أنتم الطلقاء ،ويرفض إذلال زعيمهم أبو سفيان ويقول من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ، وتأتي إليه هند بنت عتبة آكلة كبد عمه حمزة إنتقاما لموت أبيها وأخويها في بدر ، فتأتيه من الخلف فتطلب منه الغفران ، فيغفر لها ، هذه هي عظمة الرسول والعفوعند المقدرة ،وهذا هو سلوك الرسل والأنبياء.

نتذكر اليوم في هذا المولد النبوي الشريف غزواته التي خاضها ،وفيها لذة الإنتصارات  وأحزان الهزائم ، فبدر التي كانت أول معركة انتصر فيها المسلمون وهم فئة قليلة ، وأحد التي هزموا فيها بإنشغالهم بالغنائم , والأحزاب التي حفروا لها الخندق  وصرفهم الله بالعواصف ، وحنين التي أعجبتهم فيها كثرتهم فهزموا ونصرهم الله فيها بجنود لم يروها ، والحديبية التي كتبت فيها المعاهدة وطرق السلام ،وفتح مكة العظيم ودخول الناس في دين الله أفواجا ، وحجة الوداع التي كانت الخاتمة بنزول الأية (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً) ويقول في خطبتها عليه السلام لعّلي لا ألقاكم بعد عامي هذا  (اللهم اني بلغت  اللهم فاشهد )، فتتبلل لحا وخدود الصحابة بالدموع وترتفع أصوات البكاء مدركين أن هذا الرسول العظيم الكريم راحل عنهم ومفارقهم ، وحصل القضاء ورفعت روحه الطيبة إلى بارئها إلى السماء ، فينهار ابن الخطاب الرجل الصارم والملقب بالفاروق ويصرخ ويقول إن محمدا لم يمت ،  ويرتفع صوت ابوبكرالصديق ، ويقول من كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت ومن كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات  ويتلوا قوله تعالى (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ).

هذا جزء من حياة الرسول العظيم الذي نحتفل بذكري مولده الشريف ، وهذا هو الإسلام العظيم الذي دعا إليه وانتشر ، وأؤلئك هم أصحابه الذين أوذوا في سبيله وهاجروا وقاتلوا وقتلوا ليكفر الله عنهم سيئاتهم ، ويرجون ثوابا من عند الله والله عنده حسن الثواب .

 هذه هي الدعوة التي بدأت بالسرية التامة ، ثم الجهر بها  بآذان بلال من فوق الكعبة المشرفة لأول مرة والمسلمون مستضعفون ، فها هو الإسلام العظيم اليوم انتشر وبعد الف واربعمائة وسبعة وثلاثون عاما من الهجرة  ترتفع مئاذنه في مشارق الارض ومغاربها بمئات آلاف المآذن تنادي للصلاة ، (الله أكبر الله أكبر ) وهذه مكة المكرمة القرية الصغيرة قبلة المسلمين ،تحولت فيها منازل الصحابة التي كانت حولها إلى ساحة المسجد الحرام للركع السجود، والمسلمون يأتون إليها من كل فج عميق يرفعون اياديهم إلى السماء متضرعين ويدعون الله بقوله تعالى (رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَارِ، رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الْمِيعَادَ)

شاهد أيضاً

مواضيع الناقوس-العدد 11- مقابلة العدد مع المناضل/ عبدالله سعيد علاج

الجزء الأول أجرى الحوار: الصحفي محمود أفندي   تحاور مجلة الناقوس المناضل الكبير عبدالله سعيد …

شخصية العدد- المناضل المغييب محمد عثمان داير (الناقوس العدد 11)

       المناضل المغيب / محمد عثمان داير                   …

المنخفضات -تنخفض الأرض.. ترتفع الهمم (الناقوس العدد 11)

بقلم/ ياسين أمير الجغرافيا رسم الاله على صفحة الكون.. والجغرافيا ترسمنا حين نحسب أننا رسمنا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *