تذخر الساحة الفنية الإرترية بكثير من أهل الفن والشعر الذين أثروا هذه الساحة بأجمل الأغنيات والشعر العزب، نذكر منهم علي سبيل المثال الفنان الأسطورة إدريس ود أمير، والفنان الأمين عبداللطيف ، والفنان إدريس محمد علي فك الله أسره ، من بين هؤلاي كان ولازال فنان أسطورة عملاق ، أثري الساحة الفنية الشعبية باغاني التراث الجميل .

الفنان الكبير// عبي عبدالله محمد عمار

يتمتع بحضور ذهني عالي ، حاد الزكاء، رغم تقدمه في العمر فالكاريزما تسبقه في أي مكان ، حديثه ممتع وتقول في نفسك ياليته يستمر ،يتحدث شعرا تارة ساخرا وتارة أخري واصفا موقف اوحدث ما في حياته ، حياته كلها مواقف وأحداث ، موسوعة في الوصف ، شعره مميز يتلون حسب الموقف والحدث تارة يأخذ منحي عاطفي وآخري منحي هجايء ، فهو يتقلب بين مدح وقدح وهجاء وسخرية ، بارع في التصوير ، يحبر لك المشهد تحبيرا .

ولد الفنان المبدع/عبي عبدالله في حاشيشاي ، عد شيدلي من ناحية حقات وكان ذلك من العام 1938.
كماهو تقليد معروف لدي الفنانين ، كل فنان لابد أن يتأثر بمن سبقوهو من أهل الفن ، فناننا كان مثله الأعلي //الفنان الكبير إدريس ود أمير.

فكان يستمع ويتابع غناء الفنان ود أمير ، منذ أن ظهر نبوغه في الفن وهو ابن العاشرة، أقام الفنان ود أمير ذات مرة من العام 1948 حفلا في عداقا من ضواحي مصوع ، وكان ذلكم الصبي النحيل من بين الذين حالفهم الحظ وحضر هذا الحفل ، وكان لهذا اليوم أثرا كبيرا في نفسه ، فكان يتابع ويستمع بشغف شديد غناء إدريس ود أمير، وعندما بلغ الخامسة عشر من عمره تفتقت عبفريته وبدأ يقلد الفنانين الذين اكبرمنه سنا وعلي رأسهم الفنان ود أمير، ورويدا رويدا أصبح ينظم الشعر والدوبيت.
كان الفنان عبي عبدالله كما يقول هو عن نفسه شغوفا بالحسناوات وكن مصدر الهامه ، فكان يغني لهن ويتشبب إليهن، وكان بارعا في الوصف .
ذات مرة من العام 1967 قدم له صديقه دعوة حضور زواجه في مدينة اغردات ، ولبي الفنان عبي عبدالله الدعوة واتجه صوب اغردات وبينما هو جلوس بين اقرانه وأصدقائه ، ظهرت أمامه فجاءة فتاة حسناء ، قسيمة وسيمة كما يقول جميلة وهي تحمل القهوة أو الجبنة ، فشده هذا المنظر فانبري من ساعته وجاءه شيطان شعره فامطر الساحة شعرا ووصفا لهذه الحسناء وكان هذا الشعر مشروع اغنية جديدة وليدة اللحظة.
يتميز شعره بالبساطة والعزوبة ودقة الوصف (ولولا أن شعره بلغة التقرايت) لذكرنا منه الكثير ولكن لصعوبة قراءة هذا النوع من الشعر، ممايغقده رونقه وجماله لذا رأيت أن أوثق له بصوته واجري معه حوار مباشر مريء بالفيديو وبصوته لأن الشعر في خشم سيدو جميل))).

الفنان المبدع عبي عبدالله وظف غناؤه وشعره إبان الثورة في شحذ الهمم في وسط الشباب ، فعندما اندلعت الثورة هم بالالتحاق بالثوار (عواتي ورفاقه)، وهو يعرف الشهيد البطل حامد إدريس عواتي جيدا، جمع بينهم لقاء في أواخر الخمسينات بواسطة ابن عمه (إدريس موسي حمدو) قابل عوتي في كل من مدينة اغردات وبارنتو، فتم توجيهه من قبل الثوار في مطلع الستينات في الداخل لشحذ الهمم بالغناء والتشجيع ، فلعب دورا بارزا في هذا الصدد الأمر الذي كان يجعله عرضة للاعتقال بين الفينة والاخري ، لأنه كان كثيرا ماكان يستخدم أسلوب التورية في الغناء، فكان للوشاة إذن صاغية لنقل هذا النوع من الغناء الي سراي المستعمر ، فيقبض عليه فور انتهاؤه من أداء الحفل ويودع في الحبس بداعي التحريض ، ولكن كارزميته الطاغية وسخريته اللازعة وروح النكتة التي كان يتمتع بها كانت تشفع له كثيرا لدي السجان فالامر أصبح بالنسبة له روتين فكان يتردد بين ساحة السجن وساحات الفن.

نعود تارة أخري لمصادر الإلهام التي كان ويستند عليها الفنان والشاعر والملحن عبي عبدالله في استلهام الفن، فالمرأة عنده (وعند أهل الفن عموما في ذلك الوقت) تمر بثلاثة مراحل //وهي :-
1/الشنقريب وهي الأكثر والاوفر حظا من الشعر والغناء والالهام.

2/ العاقر تأتي في المرحلة الثانية من حيث الاهتمام والالهام.

3/واخيرا الدنقل (وهي الفتاة البالغة الممتلئة والله أعلم. )

بالمقابل كان أيضا يتم تقسيم النساء الي ثلاثة مراحل:-
مراعاة

اسيت

مبل.
قدم الفنان المبدع عبي عبدالله الي السودان عبر البوابة الشرقية وكان مجيئه الي كسلا في العام 1977، ثم تم توجيهه الي الداخل في منطقة عاليت والتحق هناك بالفرقة الفنية لجبهة التحرير الارتيرية، وكان يتجول مع هذه الفرقة في ربوع السودان ، الخرطوم وكسلا والقضارف والأبيض.

تزوج الفنان الكبير / عبي عبدالله من العام 1985 في مدينة كسلا وله من الذرية ثلاثة أولاد وبنتين.
واستقر به المقام في مدينة كسلا ، ولازال يتمتع بحيوية عالية يتذكر كل شئ ، نسأل الله تعالى أن يحفظه ويمتعه بالصحة والعافية.

لقاؤنا القادم انشاء الله بالفيديو صورة وصوت حتي نستمتع بشعره وغناء ؤه.

التحية لهذا العملاق الفنان الثوري .

قدم له//عبدالرحمن كوشى / كسلا / وشكرا.