دور الإعلام في زمن الانتفاضة وما بعدها

دور الإعلام في زمن الانتفاضة وما بعدها

 الأستاذ محمد نور موسى

يُعتبر الإعلام من أهم مصادر التوجيه والتثقيف في أي مجتمع، ولا يقتصر دوره في التوجيه والتوعية فقط بل يتجاوز ذلك إلى القضايا الكبيرة التي تهم المجتمع.

فالإعلام هو أحد العناصر الأساسية في تشكيل ملامح المجتمع، ويجب أن تتوفر فيه الأمانة والمسؤولية. والمؤسسة الإعلامية هي الوجه الثاني للمؤسسة التربوية، من حيث تشكيل بنية المجتمعات ورسم ملامحها. وانطلاقا من هذا الفهم ينبغي استثمار ما لدينا من إعلام متواضع لخدمة الحراك الجماهيري الحالي وتهيئة المناخ لما هو آت.

أما الخطوة القادمة التي يجب علينا القيام بها، فهي أن نعمل على تعزيز إمكانياتنا الإعلامية وتسخيرها لخدمة الجماهير بشكل أفضل مما هو عليه في الوقت الحاضر. وعليه مطلوب من العاملين في حقل الإعلام توجيه جهودهم الإعلامية في الخارج لتخدم مصلحة الوطن لأن الإعلام بصورته الحالية لا يخدم الشعب الإرتري ولا قضيته كما ينبغي. فالإعلام الذي لدينا حاليا تأثيره محدود لأنه يستهلك جهوده بدرجة أساسية في الصراعات البينية أكثر من التركيز على القضايا الأساسية وأحيانا ينحدر إلى مستوى الاساءات الشخصية، ونحن كشعب خاض ولا يزال يخوض نضالاً سياسياً ضد الطغمة الحاكمة في أسمرا، نطمح أن يرتقي إعلامنا إلى المستوى الذي يليقُ بحجم قضيتنا ومعاناة شعبنا، ليكون مؤهلا للتصدي لسياسات الهقدف القائمة على الهيمنة القومية، وفضح ممارساته القمعية وانتهاكاته لحقوق الإنسان الإرتري أمام الرأي العام العالمي ومنظمات حقوق الإنسان الدولية.

وكما أسلفنا، إن الإعلام يلعب دوراً كبيراً في القضايا الكبيرة كمسألة الوحدة الوطنية، وله القدرة والإمكانية في بلورة مفهوم التعدد العرقي والتنوع الثقافي، من أجل تحقيق وحدة وطنية حقيقية في إطار التعدد وليس وحدة “حادي هزبي حادي لبي”، كما أنه قادر على تبني استراتيجية إعلامية لمواجهة نظام الهقدف واجتثاثه من جذوره.

هذا الموقف الرائع لمدرسة الضياء وجد استجابة قوية من جماهير الشعب الإرتري في الخارج التى وقفت مع الداخل تضامناً وتأييداً ودعماً ومساندة لانتفاضة مدرسة الضياء الإسلامية. وبالتالي تقع على عاتق كل الناشطين الإعلاميين في الخارج مسئولية الارتقاء بالإعلام، حتى يلعب دوره في مواجهة النظام من جهة وتوجيه الجماهير وتحريضها لاجتثاث النظام من جذوره.

وقبل أن أختم، أود أن أشيد بالمظاهرات الحاشدة والقوية والمتماسكة التى سيّرتها جماهير الشعب الإرتري في عدد كبير من بلدان العالم، تضامناً مع مدرسة الضياء الإسلامية وشيخها الجليل موسى محمد نور فك الله أسره، وأملي أن تستمر المظاهرات والتغطية الإعلامية لها، بحيث تخلق نوعاً من القلق والإرباك للنظام في الداخل والخارج ، وأن تُبقي شرارة انتفاضة مدرسة الضياء الإسلامية متقدة ومستمرة، وأن لا تكون الشعارات والهتافات عاطفية، بل يجب ان تصب في اتجاه احترام التعدد الإرتري وأن الحل يكمن في وقوف الجميع مع حق من يقع عليه الظلم من مكونات المجتمع من أجل مصلحة كافة المكونات باعتبار أن الهيمنة القومية لا تفيد أي مكون بما فيها المكون المُهيمِن، لأنها لم تجلب الاستقرار والتنمية المستدامة ولن تجلبه في المستقبل.

حان الأوان لنستفيد من تجاربنا السابقة وتتكاتف المكونات من أجل اقامة دولة العدل والتعدد وليس دولة الدمج القسري فهماً وعملاً.

شاهد أيضاً

مواضيع الناقوس-العدد 11- مقابلة العدد مع المناضل/ عبدالله سعيد علاج

الجزء الأول أجرى الحوار: الصحفي محمود أفندي   تحاور مجلة الناقوس المناضل الكبير عبدالله سعيد …

شخصية العدد- المناضل المغييب محمد عثمان داير (الناقوس العدد 11)

       المناضل المغيب / محمد عثمان داير                   …

المنخفضات -تنخفض الأرض.. ترتفع الهمم (الناقوس العدد 11)

بقلم/ ياسين أمير الجغرافيا رسم الاله على صفحة الكون.. والجغرافيا ترسمنا حين نحسب أننا رسمنا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *