توجيه بالاختيار على صيغة سؤال !!

m.naud
لماذا يتعاطى الارتريين في الشأن اليمني بهذا القدر من الزخم وعلى درجة عالية من الاصطفاف ؟ سؤال يطرح بكثرة هذه الايام من قبل الكثيرين الذي هم ذاتهم يتعاطون في هذا الشأن ( من خلال هذا الاستنكار والاستغراب ) بقدر لا يقل عن اقرانهم الذين يعيبون عليهم هذا الخوض الكثيف في عاصفة الحزم وتأييدها إن لم يكن بصراحة العبارة على الاقل من حيث متابعة حصيلة الاهداف التي استهدفتها طائرات التحالف دون الوقوف على النتائج والاضرار ..

أولا من حيث المبدأ يجب ان نعي جيدا بان الانسان الارتري هو جزء من المنظومة الانسانية للمنطقة ويتشارك الثقافة والعقيدة والاحلام والامال مع أخيه انسان هذه الجغرافية وايضا يعاني نفس الانتكاسات والعثرات الحقوقية وان كانت تختلف في التفاصيل والوقائع شدة وانفراجا وكغيره من البناء الانساني له ميوله وتقديراته التي تملي عليه إنحيازاته وتفسيراته الخاصة ومهما كانت ورطته الذاتية فهذا لا يعني بأنه خارج الأنساق والاحداث مستغرقا في وحدته وعزلته التي فرضها عليه نظام ظالم يريده بالفعل ان يكون تماما كما تريد هذه الاسئلة حتى وان كانت لا تتوارد الخاطرة مع هذا النظام ولكن بالنتيجة تخلق انسان منكفئ على ذاته منقطع بالكامل عن محيطه مع أن من يتساءل هو في ذاته حدد خياراته وموقفه من هذا الحدث بالكيفية التي تبعث بها الرضى الى نفسه .. فالسؤال هنا توجيه بالاختيار !! .. ثانيا هذا الى جانب التماس بالحدث الذي يصدر عن الجانب الرسمي الارتري ويغذيه ويلعب فيه دورا ملتبسا ومواقفه من القضية اليمنية وعلاقاته الغير واضحة من ايران والحوثيين بالتاكيد هو أمر يلقي بظلاله ويمكن ان يؤخذ كتبرير علي يقينية صوابية خيارات الانسان الارتري المنحازة الى جانب عاصفة الحزم كنوع من الندية لنظام اسمرا أو هكذا يعلل البعض موقفه بكل بساطة فالادوار التي يلعبها النظام وفق منهجية بوب دينار في المنطقة وهواية الارتزاق لا تعطيه فرضية البراءة ونظافة المسلك ..

ايضا أن واقع هذا الانسان وما يعانيه من قمع وتهميش واقصاء من السلطة جعله اكثر التصاقا والمناخات السياسية التي تشيعها تنظيماته ونخبه في سبيل ايجاد الحلول والخروج من المأزق الذي وجد نفسه فيه والذي عمقت السلطة وعورته من خلال انتفاء المعقولية والمنطق لكل مجريات الفعل السلطوي بحيث ينتفي بشكل كلي أية محاولة على رص وتحليل هذه الظلم وبالتالي اخضاع الامر لمخارج سياسية يمكن ان تقدم كحل يريح هذا الانسان من هذا الاشباع التنظيري الذي يعج بداخله دون أن يجد أي مرسى نهائي يعايره ويختبر نجاعته .. هذا الامر باعتقادي ترك نوع من العطش الى أية مساحة سياسية أي كانت يمكن أن تشبع بصورة منطقية هذا الجوع السياسي الغير مرضي أصلا في نطاقه ( ارتريا ) وبالتالي نجد الانسان الارتري دون غيره من الجنسيات الاخرى اكثر تعاطيا لمسألة الربيع العربي ومآلات هذه الثورة وايضا يعيش الحدث السوري بشكل لا يقل عن الحدث اليمني .. وهذا لا يعني ان الجنسيات الاخرى لا تتعاطى هذا الامر ولكنها ملهية بالجزء الخاص بها من هذا الحراك ونتائجه عليها وانه رغم القمع والتهميش فان الفعل السلطوي في هذه الاوطان يقدم تفاصيل ووقائع يمكن اخضاعها للتحليل والمعايرة وبالتالي يمكن ان يصلح بعضا من التنظير السياسي ان يصل بها الى نهائية مرضية لهذا الانسان ..

اذاً الانسان الارتري هو تكوين من المراكمة السياسية الممتدة على عمر نضاله لا يمكن باي حال أن يفصل او يفهم نفسه بمعزل عن ممارستها أياً كان الموضوع  السياسي وطنيا كان أم إقليميا او دوليا سيجد ذاته غارقا الى اذنيه فيه وقد لا تغلبه الحيلة أن يربط هذا الحدث او ذلك بواقعه المبهم المفتوح بالكامل على كل الاحتمالات .. واذا كانت هنالك من استفهامات فأنه بالدرجة الاولى يتحمل عبء الاجابة عليها ليس الانسان الارتري الذي يمارس حياته كمشارك طبيعي على الاقل في قناعته وإنما ذلك النظام في أسمرا الذي لا يعطي لهذا الانسان كفايته السياسية والتنظيرية بدرجة تغنيه عن البحث عنها في أفق أخر ..

شاهد أيضاً

تهنئة

بمناسبة عيد الفطر المبارك تتقدم رابطة ابناء المنخفضات الإرترية للشعب الإرتري الأبي بأصدق التهاني القلبية …

الاعلام بين الماضي والحاضر

بقلم محمد نور موسى ظهر الإعلام الإرتري مع ظهور الحركة الوطنية الإرترية في مطلع أربعينات …

من مواضيع مجلة الناقوس-العدد التاسع

سعدية تسفو فدائية من جيل آخر! نقلا من صفحة الاستاذ ابراهيم حاج لترجمته من كتاب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *