ترجمة مضمون خطاب الحكومة الإرترية الى المقرر الخاص بحرية الدين أو المعتقد بخصوص احداث “أخريا” في اكتوبر 2017م

القراء الأعزاء
الخطاب أدناه هو ترجمة لمضمون رد الحكومة الإرترية المرسل للمقرر الخاص لحرية الدين اوالمعتقد في مجلس حقوق الانسان بجنيف ( مرفق معه أصل الخطاب)، والمتعلق بأحداث انتفاضة اخريا في اكتوبر 2017م، وكان ذلك ردا على خطاب الاستجواب عن الاحداث في اخريا من قبل المقرر الخاص. وبالرغم عن ما جاء في ردهم من كذب ولي عنق الحقائق، إلا ان الرد على استجوابات مفوضية حقوق الانسان من قبل الحكومة يعتبر تحولا كبيرا ودليلا اضافيا على جدوى وفعالية النضال المدني في الدفاع عن الحقوق والمصالح دفعتهم اليه الانتفاضة المباركة وصمود قائدها الشهيد البطل واختياره السجن عن الاعتذار لقوى الهيمنة، متوجا ذلك باستشهاده في سجن عصابة هقدف ليبقي جذوة الانتفاضة وأهدافها مشتعلة.

* ترجمة مضمون خطاب الحكومة الإرترية الى المقرر الخاص بحرية الدين أو المعتقد
بخصوص احداث “أخريا” في اكتوبر 2017م

السيد احمد شهيد
المقرر الخاص
حرية الدين أو المعتقد، جنيف
عزيزي السيد شهيد،
أشير إلى الرسالة المثيرة للاستغراب (رقم المرجع AL ERI 2/2017) التي أرسلتموها إليّ معاً في 17 يناير من الشهر الماضي.
دعوني أولاً أن أتطرق بإيجاز إلى الحادثة.
في وقت مبكر من عصر يوم 31 أكتوبر 2017م، قام حوالي 100 شاب (طلاب في مدرسة الضياء الخاصة وآخرون من أبناء الحيّ) بمسيرة من حي “أخيريا”، وهو حيّ يقع في الطرف الشمالي من أسمرة، متجهين إلى مسجد “الخلفاء الراشدون” في وسط المدينة. وبعد القيام بالصلاة، استمر أفراد الجماعة المشاغبين، الذين كانوا يرددون شعارات طائفية وتحريضية على طول الطريق، في مسيرتهم باتجاه شارع التحرير ووزارة التعليم. في هذه المرحلة، بدأوا بإلقاء الحجارة ومهاجمة الشرطة. وفي ظل هذه الظروف، أطلقت الشرطة طلقات تحذيرية في الهواء وفرّقت الحشد قبل أن يتمكنوا من إلحاق أضرار بالأرواح والممتلكات.
وفيما بعد ذلك، وبغرض التحقيق معهم، قامت الشرطة باحتجاز عدة أشخاص متورطين في أعمال تخريبية محظورة بالإضافة إلى الجناة الرئيسيين الذين كانوا يقفون وراء الحدث كله. وتعد هذه، في الواقع، جزء من الإجراءات العادية التي تتخذها الشرطة في أي بلد كان لضمان السلامة العامة من خلال تفريق الحشد وإلقاء القبض على الأشخاص الذين تورطوا بمحض إرادتهم في جرائم بما في ذلك الاضطرابات العامة في مدينة مسالمة لولا ذلك.
وهنا يجب التأكيد على أن هذه الحادثة بالتحديد لا علاقة لها بحرية التعبير أو حرية العقيدة، ذلك أن إرتريا دولة علمانية، حيث تنص قوانينها على حرية الدين بصورة رسمية تماماً. علاوة على ذلك، تظل ارتريا تتمتع بتقليد جيد ومثالي في التسامح الديني والتعايش ترسخت عبر القرون.
ومن هذا المنظور، ينص الإعلان رقم 73/1995 الصادر لغرض “توضيح وتنظيم الأديان والمؤسسات الدينية”، على أن مبدأ العلمانية يحدد أنشطة الحكومة في الإدارة السياسية للبلد، في حين تتولى المؤسسات الدينية الأمور الدينية، وذلك دون تجاوز اي منهما لصلاحية الآخر.
إن السياسة التعليمية في ارتريا تعبر عن هذا القانون من خلال تحديد دور المؤسسات الدينية بتدريس التعليم الديني مع حرية تطبيق مناهجها وفقاً لمبادئ المعتقدات الخاصة بكل منها – وبتحديد دور جميع المدارس غير الدينية، الخاصة والعامة على حد سواء، على التدريس بطريقة علمانية حسب ما تفتضيه المبادئ التوجيهية لوزارة التربية والتعليم.
وبناءً على ذلك، تتمتع جميع المعتقدات بحقوق غير مقيدة في تشغيل وإدارة المدارس الدينية في مؤسساتها ومبانيها، وتتمتع بحقوق غير مقيدة لبناء وتشغيل مدارس دينية بحتة على جميع المستويات؛ بما في ذلك على مستوى التعليم العالي. وعلى نفس المنوال، لا يُسمح بالتعاليم الدينية و/أو المظاهر الدينية الاقصائية في المدارس العلمانية، كما تحظر المدارس العلمانية الممارسات التمييزية في رفض التحاق الأفراد على أساس جنسهم أو دينهم أو خلفيتهم.
ان مدرسة الضياء مدرسة خاصة تقع ضمن الاختصاص الإداري لوزارة التربية والتعليم. إنها ليست مدرسة إسلامية، كما يوحي خطابكم، بأنها تابعة من حيث السياسات والادارة لأتباع الدين الاسلامي في البلد.(في الواقع، تأسست لأول مرة في عام 1969 باسم “مدرسة برهان الابتدائية” وكانت مفتوحة لجميع سكان حي اخريا، دون التمييز على أساس الدين أو العرق)
في السنوات اللاحقة، وخاصة بعد الاستقلال، بدأت مدرسة الضياء بالتدريج في ادخال الممارسات التي تنتهك سياسة التعليم العلماني في البلاد. من بين أمور أخرى: ادخلت اقتصار الالتحاق بالمدرسة على أتباع العقيدة الإسلامية فقط؛ والفصل بين الطلاب والطالبات؛ والتوقف عن التدريس يوم الجمعة، وخرق التوجيهات الخاصة بالمدارس الوطنية بشأن الزي المدرسي الرسمي؛ وتوظيف مواطنين أجانب بدون تصاريح سارية وبدون موافقة وزارة التربية فيما يتعلق بمؤهلاتهم.
عقدت وزارة التعليم سلسلة من الاجتماعات، على مدى عدة أشهر، مع جميع أصحاب المصلحة المعنيين في المدرسة، بما في ذلك لجنة الآباء، لتصحيح الوضع العام. عندما تم التوصل إلى توافق في الآراء على نطاق واسع، رفض مدير المدرسة الاتفاق ودعا إلى اتباع نهج المواجهة. وقد وقع الحادث على خلفية هذه الأحداث.
ويجب ألا يغيب عن الأذهان أن انتهاك سياسة التعليم العلماني في ارتريا والكلمات والأفعال الملتهبة لمدير المدرسة، واخرون من المتورطين في هذا العمل، هي ممارسات منفلتة استدعت اتخاذ الإجراء المناسب. ربما كان من الأفضل رؤية المشاعر الشعبية على لسان الشيخ سالم إبراهيم المختار، العضو المنتدب لمكتب المفتي في إرتريا، الذي ذكر خلال الاحتفالات العامة بالمولد النبوي في 30 نوفمبر 2017 أن “الإسلام والمسيحية قد عاشا في تناغم في إرتريا منذ العصور القديمة، وعلى هذا النحو، فإن التطرف الديني الاتي من الخارج ليس له مكان في بلادنا.
ولأسباب تستعصي على التفسير، كان رد فعل الإعلام الخارجي على هذا الحادث المنفرد محيرًا. إن قصة شريرة أطلقتها جماعة مسلحة تخريبية مقرها إثيوبيا، ما يسمى منظمة عفار البحر الأحمر الإرترية (RASDO)، التي زعمت “مقتل 28 مدنياً وإصابة 100 آخرين”، انتشرت في وسائل الإعلام المرموقة التي تعيد تدوير قصة بسذاجة دون أدنى قدر من التحقق. وبعد أسابيع، قامت بعض وسائل الإعلام، بما في ذلك قناة ZDF TV في ألمانيا، بسحب القصة حتى وإن لم تقدم أي اعتذار لإريتريا بسبب التغطية الإخبارية المشينة.
دعني أعود الآن إلى رسالتك. انني في غاية الحيرة من الإجراء الذي اتخذته. إن القوانين والسياسة التعليمية في إرتريا لا تستحق الا الاشادة، حيث إنها تهدف إلى ضمان المساواة والوئام في مجتمع متعدد الثقافات والأديان. في الواقع، يمكننا أن نلجأ إلى تدابير صارمة – بما في ذلك حظر الحجاب، الذي تتطلبه العقيدة الاسلامية، ومنعه في الأماكن العامة والشواطئ ، فضلاً عن فرض أنظمة على المآذن التي سنتها الدول الغربية الكبرى – والتي ، حسب علمنا، لم تؤدي إلى إثارة اصدار بلاغات مشتركة من الهيئات التي تقوم انت بتمثيلها. أخيرا، اسمحوا لي أيضا أن أوجه انتباهكم إلى الأعمال الأخيرة التي قامت بها المقرر(ة) الخاص (ة) والتي تتعارض بوضوح مع تكليفها. وقد قامت بعثة إرتريا حسب الأصول بتقديم شكوى إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة (صورة مرفقة). آمل ألا تكون مرتبطا عن غير قصد، أو أن تدافع عن غير قصد، عن تجاوزاتها غير المقبولة.

*ننوه بان الترجمة غير متخصصة واصل النص هو النسخة الانجليزية المرفقة بالرابط ( نقلا عن Africanews )
http://www.shabait.com/news/local-news/25958-statement

.

.

.

شاهد أيضاً

البيان الختامي لاجتماع الجمعية العمومية لرابطة أبناء المنخفضات الإرترية 22 أبريل و 6 مايو 2023 م

انعقد اجتماع الجمعية العمومية (المؤتمر) الثاني لرابطة ابناء المنخفضات الارترية تحت شعار (نحو التوافق على …

تقرير أخباري عن ندوة رابطة أبناء المنخفضات الإرترية -استراليا-ملبورن

أقامت رابطة أبناء المنخفضات الارترية – فرع استراليا مساء السبت الموافق 11/02/2023م بالقاعة الرئيسية في …

الأمسية الثقافية لرابطة أبناء المنخفضات الإرترية-أستراليا – فرع أدلايد

أقام فرع الرابطة بمدينة أدلايد بتاريخ 28 يناير 2023 أمسية تراثية ثقافية، حيث تم عرض …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *