كتبته / فاطمه ميكال
أهلي وأحبابي ترددت كثيرا قبل أن أكتب عن هذه الظاهرة التي لامست زينة التراث الارتري العريق, الذى يعكس صورة مجتمعنا بين الدول والشعوب، في اسماءه وألوانه، لكن للأسف ما نراه اليوم ان اشهر واعرق الملابس التراثية المعبرة عن مجتمعنا في طريقها الى الاندثار، جراء ما تتعرض له من تشويه، تلك الملابس الجميله المميزه ذات الألوان البهيجة, كالأحمر الحاد والكاني والرطو بألوانه المختلفة الأخضر والأحمر والأصفر والأزرق، وهو تراث جداتنا وأمهاتنا، حيث ان لهذا التراث اعراف في اللبس توارثتها الأجيال, ومثلت جزء من ثقافتنا في اللبس والتزين، ما يفرض علينا ان نطوره للافضل والأجمل، ونتحدى به عالم الموضه وننشره بصوره اجمل تليق بقيمته المعنوية والجمالية.
لكن ما اراه اليوم في عالم الميديا هو تشويه لهذا التراث العريق ، اذ اصبحت تصنع منه احذية و مفارش للقهوه على الأرض تداس بالأحذية !!
في اعتقادي ان هذا التصرف غير اخلاقى ولا يليق بقيمنا التراثية، لكن يمكن فقط أن نستثن من هذا الاستخدام المشين فنجان القهوة لما له من حميمية خاصه عند اهلنا، حيث كانوا يحملونه معهم أينما ذهبوا، لذا فإن تزيينه بالكاني يزيده رونقا وجمالا، نستنشق فيه رائحة الجدات والامهات ونجتر فيه ذكرياتهن الجميلة, ما عدا ذلك فهو عبث لا يليق.
وعليه لزاما علينا مقاطعة الشراء والترويج لتلك الأدوات تعبيرا عن رفضنا لأن يكون تراثنا سلعة مشوهة تعرض في الاسواق على شكل مفارش للطاولات والارضيات تداس بالارجل.
وما عجبت له اشد العجب وأثار حنقي في احد المنشورات الدعائية التي يتهافت عليها الناس وخاصة السيدات لشراء تلك الأدوات التراثية المشوهة، والسؤال عن مكان بيع هذه المنتجات ، دون الاكتراث والتركيز على التشويه الذي يتعرض له هذا التراث الغني، وكان من المفترض السؤال من هو صاحب المصلحة في هذا التشويه!! بصراحة الامر مهين للكرامة، وكأنَّ من يقبل بهذا الفعل كمن يدوسُ علي قيمنا الراسخة ..