تباريح الهوي من غياهب السجون و آبار الموت

Prison2

من خلف الأسوار المعتمة
من خلف القضبان المؤلمة
من ثنايا الأغلال الموجعة
من عمق الدهاليز المظلمة
من آبار الموت المفجعة
اهات وانين
ودموع عصية شقت اخاديد
همسات حزينة ممزوجة بالعبرات.
وشاء كوشاء الحب يكاد لايفارق الجدران
خجول مكسور .
أجساد طاهرة ونفوس نقية
ومهج تواقة للموت
تحكي لنا قصة :
قصة أمة محبوسة خلف الأسوار. .
قصة تاريخ رهين يئن بين الجدران المظلمة.
قصة رجال افنو زهرة شبابهم في العطاء. وكهول ..ونساء عوان.
قصة شيوخ وأئمة ومحراب وقرآن يمشي.
قصة جباه مرغت وجوهها للحي القيوم.
هناك …خلف الأسوار
……خلف القضبان
هناك …في الأغلال
سجن وسجان وسجين .
هناك خلف القضبان
رعيل يحمل أنفاس عواتي وادال.
رعيل شرب من سبتمبر الاغر.
رعيل اقتدي بادريس محمد ادم وإبراهيم سلطان .
رعيل تخرج في مدرسة تقوربا و اومال
وامنايت وبلا قندا. ..
رعيل رافق ازاز وهنقلا وتمساح ولونقي
وميبتوت وقندفل ودوحين.
هناك ..خلف الأسوار المظلمة
فن وتراث ولحن وغناء واناشيد
وشعر ..حبيسة أوشكت أو ربما
لفظت أنفاسها ورحلت الي بارءيها.
هناك …خلف القضبان القاسية
كم من فتي كان يمني نفسه بعش الزوجية.
وكم من فتاة باتت تترقب فارس أحلامها.
وقصة حب لم تكتمل فصولها .
وكم من أم بكت حتي جفت ماقيها.
واب ارهقه الدهر حتي انحني ظهره.
وكم من صبي فطم قبل أن يرتوي من ثدي امه .

يالها …من
أحلام تبددت
آمال تلاشت
وعقول سفهت
أفكار حجمت.
هناك ..خلف الأسوار المعتمة
في دهاليز الذل والمهانة
في زنزانات الزبانية …
جماجم تحطمت
ضلوع تكسرت
أجساد تمزقت
واروح ازهقت.
أما خارج الأسوار المظلمة
لايقل المشهد سؤا عن باطنها
اطفال يتمت
نساء رملت
أمهات ثكلت
وضياع صودرت
وزروع اهلكت
والبرية هجرت.
وازهار ذبلت .
وكأن الوطن اضحي سجن كبير
باطنه فيه العذاب وخارجه من قبله الويل والثبور .
أيها السجناء الأحرار ، ها انتم منكم من قضي نحبه ومنكم من ينتظر ولم تبدلوا تبديلا ، ترلفون في اغلال العز والكرامة بعد أن نبذتم حياة الذل والمهانة، ولم تستسلموا لاغراءت الفانية ، تخليتم عن مهاجعكم وفلذات اكابدكم ونساءؤكم ووضعتم الوطن نصب اعينكم حق يعلي ولايعلي عليه ،
أما نحن .. فحالنا لايسر
انحنينا للعاصفة
ضعفت شوكتنا
ووهنت ريحنا
واصبحنا شذر مذر
ومزقنا كل ممزق
تبعثرنا في فناء المعمورة
نتربص ببعضنا ريب المنون
نخطيء لكي نخطيء
ونصحح لكي نخطيء
سلاحنا جلد الذات
لاينازعنا فيه عزيز
ولايقلدنا فيه حقير.
نجتمع لكي نفترق .

شاهد أيضاً

مواضيع الناقوس-العدد 11- مقابلة العدد مع المناضل/ عبدالله سعيد علاج

الجزء الأول أجرى الحوار: الصحفي محمود أفندي   تحاور مجلة الناقوس المناضل الكبير عبدالله سعيد …

شخصية العدد- المناضل المغييب محمد عثمان داير (الناقوس العدد 11)

       المناضل المغيب / محمد عثمان داير                   …

المنخفضات -تنخفض الأرض.. ترتفع الهمم (الناقوس العدد 11)

بقلم/ ياسين أمير الجغرافيا رسم الاله على صفحة الكون.. والجغرافيا ترسمنا حين نحسب أننا رسمنا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *