من خلف الأسوار المعتمة
من خلف القضبان المؤلمة
من ثنايا الأغلال الموجعة
من عمق الدهاليز المظلمة
من آبار الموت المفجعة
اهات وانين
ودموع عصية شقت اخاديد
همسات حزينة ممزوجة بالعبرات.
وشاء كوشاء الحب يكاد لايفارق الجدران
خجول مكسور .
أجساد طاهرة ونفوس نقية
ومهج تواقة للموت
تحكي لنا قصة :
قصة أمة محبوسة خلف الأسوار. .
قصة تاريخ رهين يئن بين الجدران المظلمة.
قصة رجال افنو زهرة شبابهم في العطاء. وكهول ..ونساء عوان.
قصة شيوخ وأئمة ومحراب وقرآن يمشي.
قصة جباه مرغت وجوهها للحي القيوم.
هناك …خلف الأسوار
……خلف القضبان
هناك …في الأغلال
سجن وسجان وسجين .
هناك خلف القضبان
رعيل يحمل أنفاس عواتي وادال.
رعيل شرب من سبتمبر الاغر.
رعيل اقتدي بادريس محمد ادم وإبراهيم سلطان .
رعيل تخرج في مدرسة تقوربا و اومال
وامنايت وبلا قندا. ..
رعيل رافق ازاز وهنقلا وتمساح ولونقي
وميبتوت وقندفل ودوحين.
هناك ..خلف الأسوار المظلمة
فن وتراث ولحن وغناء واناشيد
وشعر ..حبيسة أوشكت أو ربما
لفظت أنفاسها ورحلت الي بارءيها.
هناك …خلف القضبان القاسية
كم من فتي كان يمني نفسه بعش الزوجية.
وكم من فتاة باتت تترقب فارس أحلامها.
وقصة حب لم تكتمل فصولها .
وكم من أم بكت حتي جفت ماقيها.
واب ارهقه الدهر حتي انحني ظهره.
وكم من صبي فطم قبل أن يرتوي من ثدي امه .
يالها …من
أحلام تبددت
آمال تلاشت
وعقول سفهت
أفكار حجمت.
هناك ..خلف الأسوار المعتمة
في دهاليز الذل والمهانة
في زنزانات الزبانية …
جماجم تحطمت
ضلوع تكسرت
أجساد تمزقت
واروح ازهقت.
أما خارج الأسوار المظلمة
لايقل المشهد سؤا عن باطنها
اطفال يتمت
نساء رملت
أمهات ثكلت
وضياع صودرت
وزروع اهلكت
والبرية هجرت.
وازهار ذبلت .
وكأن الوطن اضحي سجن كبير
باطنه فيه العذاب وخارجه من قبله الويل والثبور .
أيها السجناء الأحرار ، ها انتم منكم من قضي نحبه ومنكم من ينتظر ولم تبدلوا تبديلا ، ترلفون في اغلال العز والكرامة بعد أن نبذتم حياة الذل والمهانة، ولم تستسلموا لاغراءت الفانية ، تخليتم عن مهاجعكم وفلذات اكابدكم ونساءؤكم ووضعتم الوطن نصب اعينكم حق يعلي ولايعلي عليه ،
أما نحن .. فحالنا لايسر
انحنينا للعاصفة
ضعفت شوكتنا
ووهنت ريحنا
واصبحنا شذر مذر
ومزقنا كل ممزق
تبعثرنا في فناء المعمورة
نتربص ببعضنا ريب المنون
نخطيء لكي نخطيء
ونصحح لكي نخطيء
سلاحنا جلد الذات
لاينازعنا فيه عزيز
ولايقلدنا فيه حقير.
نجتمع لكي نفترق .