اللآءات السبع

نقلا عن مجله الناقوس الثقافية

مصطفى جعفر

ثلاثة سنوات من العطاء  اللامحدود من أبناء المنخفضات الشرفاء الذين التفوا منذ النداء الأول حول ميثاق الرابطة الذي أعلن ومنذ اليوم الأول بأن الحقوق لا تمنح ولكن تنتزع انتزاعا. وبأن شعب المنخفضات الأبي قادر بفضل أبنائه الشرفاء على رد الحقوق. و  إن معركته مع عصابات الهمج الطائفية لن تنتهي  إلا وهو منتصر بإذن الله تعالى.

إن شعب المنخفضات الأبي يدرك جيدا الواجب الوطني الذي على عاتقه ويعرف تماماً متى وكيف يختار سلاح المقاومة. فكان  خياره الاستراتيجي “لم الشمل أولاً” والذي هو شعار رابطة أبناء المنخفضات الإرترية.

هذا الخيار الذي لم  يأت من فراغ، إنما إدراكا لطبيعة الصراع وفهم عميق للواقع الإرتري والوضع الإقليمي والدولي الذي كل دلالاته تؤكد على أن الأزمة الإرترية متشعبة الجذور عميقة الجروح. منها ما هو إرث من التاريخ القديم والاستعماري ومنها ما كسبت أيدينا ومنها ما خطه القدر. …

ولكن بالرغم من كل هذه التحديات المصيرية هاهم أبناء المنخفضات يستبشرون ببزوغ فجر جديد وانقشاع نور أمل كان قد  توارى خلف الآفاق البعيدة.

إن رابطة أبناء المنخفضات الإرترية وخلال الأعوام الثلاثة الماضية أثبتت بأنها ضرورة استراتيجية فرضها الواقع الإرتري المتأزم والمرير في ظروف بالغة التعقيد إقليمياً ودوليا.
حيث أن النظام الطائفي الاستيطاني في الوطن الجريح يزداد استبدادا وظلما وعنفاً ووقاحة. ووضع إقليمي  متأزم وسكوت دولي مخجل.

إن رابطة أبناء المنخفضات وهي على أعتاب عامها الرابع تدرك تماما التعقيدات والتحديات التي تواجه مجتمعنا الإرتري. لذلك كانت سباقة في أفكارها، رائدة في العمل وتوج ذلك بعقد مؤتمرها التأسيسي في مظاهرة سياسية فريدة في  إحدى ضواحي مدينة استكهولم السويدية في الفترة من 18 – 21 يوليو الماضي.

مؤتمر  أشادت به كل القوى الوطنية الفاعلة في الساحة السياسية الإرترية. حيث كان الحضور الملفت وبرقيات التهاني والتأييد من معظم القوى الوطنية. ولم يكن مستغربا تفاعل هذه القوى السياسية حيث أن رابطة المنخفضات الإرترية ومنذ إعلان  ميثاقها وهي جزء أصيل من الحراك السياسي ضد الهيمنة والاستبداد الطائفي في بلادنا الجريحة.

وجاءت هذه الوقفة التضامنية من كل القوى الفاعلة في الساحة السياسية الإرترية تأكيدا على الدور الرائد لرابطة أبناء المنخفضات التي أخذت على عاتقها المسؤولية الوطنية في لم وحشد وتوعية المجتمع المنخفضاتي و الإرتري. وبأن حراكها المنسجم مع كل تطلعات الشعب الارتري جعلها من أبرز القوى الوطنية التي تقف في وجه الطغيان والهيمنة الطائفية التي يمارسها نظام أسمرا الديكتاتوري. حيث تقف رابطة أبناء المنخفضات في خط متواز مع كل التنظيمات الوطنية المخلصة في وجه نظام الإقصاء والاستيطان الهمجي الذي يستهدف سكان المنخفضات والشعب الإرتري قاطبة.

ومنذ  الانطلاقة الأولى لتأسيس رابطة أبناء المنخفضات تبنت سياسة الإعتماد على الموارد الذاتية حتى تكون سيدة قرارها إدراكا منها بأن من يملك قوته يملك  قراره. فكان المؤتمر من مساهمات أعضائها الشرفاء الذين تقاطروا من أجل توفير كل الإمكانات لعقد المؤتمر في موعده المقرر. إن استقلال  الرابطة المالي بالتأكيد كان  له الأثر الكبير  على مخرجات المؤتمر  التي اتسمت قراراته بالجدية و الشجاعة.

و لأنه لا يخفى على أحد ما يمر به الشعب الارتري من تحديات مصيرية وجسامة الإشكاليات وكما   أن مشروع الدولة الإرترية بكامله الآن  تتهدده الأخطار. فالشعب  الإرتري اليوم ما بين مهاجر  أو مطارد في أصقاع المعمورة ومن لم يحالفة حظ الهروب من عصابة أسمرا الطائفية فهو سجين أو في معسكرات الخدمة الإلزامية المؤبدة.

في ظل كل هذه الظروف عقدت رابطة أبناء المنخفضات مؤتمرها التأسيسي.
وأعلنت  لاأتها السبع.

لا للهيمنة الطائفية والاستبداد.
لا لطمس الهوية الثقافية لشعبنا.
لا لمحاربة لغتنا العربية
.
لا لمحاربة ديننا الإسلامي الحنيف.
لا  لاغتصاب الأرض وسياسة  الاستيطان.
لا لسرقة ثرواتنا ومواردنا الاقتصادية.
لا مساومة في حق العودة للاجئين إلى أراضيهم الأصلية.

مؤكدة على مواصلة النضال من أجل إعادة الحقوق والعمل مع كل القوى الوطنية من أجل التغيير.

ودعى المؤتمرون شعبنا المنخفضاتي  إلى تثمين تضحيات آبائهم وأجدادهم الذين عانوا من أجل الحرية والكرامة. الذين وعطروا ثرى الوطن بدمائهم الطاهرة من أجل أن يحيا أبناءهم في وطن عالٍ وشامخ.

إن رابطة أبناء المنخفضات الإرترية وهي على أعتاب عامها    الرابع تدرك حجم العمل الذي يجب أن تقوم  به من أجل إعادة الحقوق وبما أن الرابطة منظمة مجتمع مدني مهمومة بإنسان المنخفضات وصاحبة مشروع رائد أساسه الإنسان الذي يفترش  الأرض ويلتحف السماء في مخيمات الشتات. والأطفال والنساء العزل الذين أُخرجوا من ديارهم من غير وجه حق، وليست حزبا سياسيا يطمح للوصول إلى السلطة ولكن تقف مع كل التنظيمات السياسية الوطنية من أجل الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية إيمانا منها بأن أس القضية الإرترية هو سياسي في المقام الأول. لذلك دعت رابطة أبناء المنخفضات الإرترية كل التنظيمات السياسية الوطنية من أجل توحيد جهودها للخروج من هذه الكارثة التي أوصلت الوطن الارتري على شفا حفرة من الضياع. يا شرفاء المنخفضات لكم ترفع القبعات و أنتم تصلون النهار بالليل من أجل نهضة مجتمعنا المنخفضاتي الذي قدم الكثير وما يزال.
لكم التحايا و أنتم في كل ثغر من ثغور النضال من أجل إعادة الحقوق وكل عام ورابطة أبناء المنخفضات الإرترية بخير. ….

شاهد أيضاً

مواضيع مجلة الناقوس – العدد العاشر- شخصية العدد

الشهيد سليمان ادم سليمان.. عاش انسانا ومناضلا.. أعده / الأستاذ محمود أفندي تغوص بك عزيزي …

من مواضيع مجلة الناقوس العدد التاسع – الملف الثقافي

قصة قصيرة دروب مجهولة (٢) بقلم أبو محمد صالح  صمت الجميع، صمت أعقبه صراخ، الكل …

مواضيع مجلة الناقوس العدد التاسع-الملف الثقافي

مَن الذي اخترع الربابة البجاوية.. ولماذا اسماء اوتارها بالبداويِّت وليست بالتقرايت؟ بقلم عبد العزيز ابراهيم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *