erit-flag_munkhafadat.com

الخضراء رمز نضالنا

eritrea_flag

بقلم: الاستاذ علي جبيب

العٓلٓم أو الرّٓاية؛ ليس مجرد قطع من قماش بألوان مختلفة، وإنما ذات معاني ودلالات عميقة في وجدان الشعوب ترتبط بثقافة وهويات الأمم فكل إشارة أو رسم ولون له معنى كالتاريخ الضارب في القدم أوالمبادئ التي يؤمن بها أفراد المجتمع أو الإرتباط بحوادث معينة كالنضال المشترك، بالإضافة الى معاني الأخوة واللحمة داخل الجماعة الواحدة، وإذا استقر الفهم لدى أمة معينة بأهمية كل ذلك وتواضع الناس على ضرورة إدراج تلك المعاني ضمن شعار البلد -العلم- اضحت قطعة القماش تلك احدى أهداف ذلك الكيان العليا وتتضافر جميع أجهزة الدول ومؤسساتها لتحقيقها بالإضافة الى تدريسها وتعليمها للأجيال القادمة، ولا غرو اذا اشرأبت الأعناق والتهبت المشاعر عند رؤية علم بلادها يرفرف، وعند ذلك تكون جميع تلك المعاني حاضرة.

جل الشعوب استخدمت قديما الأعلام فى الحرب والسلم، وارتبطت فى أذهان الناس كرمز للسيادة والقوة وكانت الراية قديما تحظى باهتمام كبير ويتم اختيار أشجع الرجال لحملها في الحروب، ويكون محط أنظار الجيش بتوفير الحماية وبالمقابل يكون الهدف الرئيسي للعدو الذي يهدف زعزعة الجيش باسقاط حامل الراية تمهيدا لهزيمة خصمه.
وعند مجيء الإسلام عقد النبي رايات عدة لجيش المسلمين ذات اللون الأبيض والأسود وكانت عادة تعقد الراية أمام المسجد ليحملها قائد الغزوة أو السرية من هناك، كما عقد رايات في منزل من يتم اختياره من الصحابة لإمارة الجيش.وكانت راية العقاب أشهر راية عقدها النبي صلى الله عليه وسلم.وقد شهدت الحروب الإسلامية استبسال واستماتة في حماية الراية من السقوط وكانت الحادثة الأشهر تلك التي قضى رجال ثلاث من الصحابة دفاعا عن رايتهم في معركة واحدة، سقط يزيد بن حارثة وتبعه في حملها جعفر بن أبى طالب وبعد سقوطه شهيدا حملها عبدالله بن رواحة. وأمثلة ذلك في التاريخ الإسلامي لاحصر لها.ومن حيث ألوان الرايات ورمزيتها ماروي عنه الكثير .وكان لكل قائد من الصحابة راية خاصة به منها الأحمر والأصفر بالإضافة للأبيض والأسود التي عقدها الرسول صلى الله عليه وسلم.
وفي عصرنا الحديث استخدمت الإعلام بنفس القدر من الرمزية ودلالة على السيادة ومن أوائل الدول التي استعملت العلم الحديث بشكله الحالي هي الدنمارك تبعتها الدول المجاورة متأثرة بالألوان التي اختارتها الدنمارك ومن ثم انتقل استعمال العلم إلى إيطاليا ودول أوربا الأخرى حتي عم العالم كله.كما أصبحت للجيوش رايات ترمز لطبيعة تسليح الجيش ومهامه بالإضافة للقوات البحرية والسفن التجارية ولكل راية لها تفسيرها ومعانيها مع حرص الجميع عليها في الحماية وكذلك التقدير والاعتزاز بها.
أضحى مألوفا في عصر النضال المدني في التظاهرات والإحتجاجات احراق أعلام الدول المناوئة وغالبا نتاجا لتسلط تلك الدول وتدخلها عسكريا وسياسيا في شؤون الدول والوقوف ضد إرادة الشعوب والتنكيل بها بالقتل والحروب الجائرة.
لم يتوقف الأمر على حرق أعلام الدول الأخرى أو المتسلطة بل تعدي الأمر إلى حرق علم الدولة وتغييره الى الاعلام القديمة التي تحظى بالإجماع الوطني كما حدث في ليبيا والعراق التي فرضت وبدلت من قبل الأنظمة الدكتاتورية التي حكمت تلك البلدان بالحديد والنار.
لم تكن دولة ارتريا استثناء عما تشهده المنطقة بالنسبة لرفض العلم الذي فرضه نظام الهقدف بديلا للعلم الارتري (الخضراء) الذي توافق عليه الجميع إبان ميلاد الكيان الارتري عبر برلمانه الذي صادق على العلم والذي كان له رمزية ودلالة خاصة باستقلال البلاد ومناهضة الإستعمار.
ان الحراك الذي يشهده موضوع العلم في مواقع التواصل الاجتماعي وتأكيد رفضه المستمر إلا دلالة على التمسك بعلم الاستقلال ذواللون الأزرق الذي يتوسطه غصن الزيتون الخضر والذي تم تبنيه من قبل كل تنظيمات المعارضة على أمل أن يعجل باليوم الذي ترفرف فيه (بنديرتنا حبر سما) فى عاصمتنا أسمرا وغياب نظام الهقدف وعلمه المشؤوم عن سدة الحكم.
علي جبيب

شاهد أيضاً

المندوب الفاشل

بقلم:الاستاذ علي جبيب بحكم ظروف العمل في دول الخليج بالنسبة للأجانب ليس هنالك خيار في …

الحوارات العقيمة

بقلم : الاستاذ علي جبيب بعيدا عن التخوين والقول بنظرية المؤامرة وارسال النظام لكتائب من …

مؤتمر الرابطة

الثامن عشر من يوليو كان الوعد والموعد مع الميلاد الجديد لرابطة ابناء المنخفضات الارترية عبر …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *