الحرية للمغيبين

prisoners-of-conscience

بقلم : الاستاذ علي جبيب

تعددت القراءات وتباينت التحليلات في الحدث الذي شغل ساحة التواصل الإجتماعي في الأيام الماضية ألا وهو إعلان النظام رفع الإقامة الجبرية عن البطريارك أنطونويس بعد أن تقدم بإعتذار عن أخطائه التي كانت السبب في فرض الإقامة الجبرية عليه.
وهنا ملاحظة أن الكنسية الأرثوذكسية هي التي عفت عن رئيسها السابق وأوصت بإطلاق سراحه وأن أجهزة الدولة نفذت أمر الكنيسة. مما يعني أن الكنيسة لديها سلطة كبيرة (سلطة الإعتقال والاطلاق)!!
وهو سؤال كبير يتعلق بحقيقة علمانية الدولة التي يتشدق بها منسوبي الجبهة الشعبية، والكل يعلم أن الدولة اثنوقراطية قومية تتحكم في مفاصلها عصابة من العنصريين ممن يمارسون الهيمنة القومية وهذا دليل آخر على أن الدولة قومية تميل إلى الكنيسة وتخفض لها جناح الذل من الرحمة كما يفترض بالإبن البار أن يفعل مع والديه.
مع تأكيد الجميع على الحرية لكل سجين ومعتقل ومغيب أو من تم تقييد حريته بفرض الإقامة الجبرية والتي تعتبر أخف ضررا عن المعاناة التي يصطليها من حجب عنه ضوء الشمس قابعا في دهاليز ظلام كالح تحت الأرض.
والسؤال الذي لم يجد الإجابة حتى اللحظة ألا وهو أين بقية المغيبين كأئمة المساجد والشيوخ والشباب ومعلمي المعاهد الإسلامية الذين امتلأت بهم سجون النظام وأقبيته منذ فجر الإستقلال؟ جل المداخلات التي كانت عقب نبأ رفع الإقامة الجبرية عن رجل الدين المسيحي وإن إتخذت أشكالا عدة إلا أنها تتمحور حول السؤال أعلاه. ورغم سذاجة المبرر الذي حاولت فيه عصابة الإجرام الطائفية ذر الرماد في العيون ، إلا أن الأمر قد كذبه واقع الحال الذي لا يحتاج إلى تحليل مضني للوقوف على طائفية النظام التي كانت وراء هذا الإفراج وكذلك لكسب الجبهة الداخلية من أتباع الكنيسة أو إظهار الإمتثال لبعض مراكز القرار في الغرب والذين أحرجتهم تصرفات ربيبهم زعيم العصابة الحاكمة بأسمرا وهمجيته التي فضحت المستور.
بعض القراءات للحدث لم تخلوا من العاطفة والتي عزت الأمر بأنه كان نتيجة لضغوط مورست من قبل أتباع الكنيسة على النظام ونحن لم نحرك ساكنا تجاه المطالبة بالإفراج عن شيوخنا وعلمائنا. وهذا التحليل جانبه الصواب لأن الضغوط من قبل الشعب المسلم البسيط والأهالي مورست وكان نتاجها مزيد من السجناء والمعتقلين من العامة والأهالي وان لم تأتي أكلها إلا أن الجهود لم تتوقف، فهذا يجب ان يكون حاضرا في الأذهان حتي لانتماهي مع جلد الذات في كل صغيرة وكبيرة ونصاب بالعجز التام عن الفعل. وكذلك المطالبة على مستوى الحراك السياسي.
الرسالة الأبلغ من وجهة نظري من تصرف النظام هي للذين مازالوا يصرون على نزع الصبغة الطائفية التي يهتدي بها نظام الهقدف وزمرته الباغية.
فهل من تحليل لديكم او تفسير أيها المدافعون للإفراج عن المفرج عنه أصلا مقارنة بالذين يقبعون في زنازين القهر والذين انقطعت أخبارهم من الليله التي اقتيدوا فيها للمصير المجهول.

الحرية لكل الشرفاء والمغيبين والذين لم يدخلوا تلك الغياهب كما يقول الشاعر.
والحبس مالم تغشه لدنيئة**شنعاء نعم المنزل المتورد
بيت يجدد للكريم كرامة**ويزار فيه ولا يزور ويحمد.
علي جبيب

شاهد أيضاً

المندوب الفاشل

بقلم:الاستاذ علي جبيب بحكم ظروف العمل في دول الخليج بالنسبة للأجانب ليس هنالك خيار في …

الحوارات العقيمة

بقلم : الاستاذ علي جبيب بعيدا عن التخوين والقول بنظرية المؤامرة وارسال النظام لكتائب من …

مؤتمر الرابطة

الثامن عشر من يوليو كان الوعد والموعد مع الميلاد الجديد لرابطة ابناء المنخفضات الارترية عبر …

تعليق واحد

  1. الحرية للمغيبين . هذا كلام نقف كلنا صفا واحدا من اجله ويشكر فيه الاخ علي حبيب . اما حكاية البطريارك فهذا شانهم . يفرجوا او يحكموا كما يتراء لهم او كما يشاؤن فهم اهل السلطة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *