الاسكندر الاكبر أسياس وفيلبوس الاول

اسياس

 

الاستاذ محمد ناود

الإسكندر أيغوس المقدوني الرابع كان ابن الإسكندر الأكبر من زوجته الأميرة روكسانا وقد ورث إمبراطورية أبيه وكان حينها طفلا فلذلك وضع تحت رعاية ووصاية القائد بيرديكاس ولاحقا تحت وصاية أنتيباتر وقد اقتسم حكم الإمبراطورية مع عمه فيليبوس الثالث المقدوني وذلك بحسب اتفاقيات .. في مقاربة المشهد الارتري اليوم وما يحدث فيه كأنه يكشف لنا عشق اسياس بمفاصل تأريخ الامبراطوريات وسيرورة الحكم فيها بحيث قد يصل به الهيام حد استنساخ التأريخ في ارتريا وخاصة ان العناية الالهية جعلته يحتفظ بقائد يحمل اسم فيلبوس !!!

المفارقة ان الامر في ارتريا يحدث بحياة الامبراطور الاكبر ( ولا بأس ان يتمثل لبعض حين موقع الموصى به ) وفي وقائع حياته اليومية وعادياتها غير انه ليضفي في الامر شيئ من مشتملات الموت يحتفظ بالغياب عن مسرح الحدث الجاري بين جنرالاته طالقا اليد لقائده فيلبوس الاول الارتري يعيد ترتيب الاوراق وتهيئة اركان الامبراطورية من عمق اسمرا الى اطراف تسني نزولا بمنحدرات دنقلو الى مصوع ودون أي حساب لهيبة قائد او مسؤول وخروجا على كل نسقيات الفعل داخل اقنية الانظمة الدكتاتورية التي لا توفر فعلاً سياديا لغير الجالس على كرسيها … اذا ما الذي يحدث الان في ارتريا ؟ وعلى أي غرار يمكننا ان نفهم ما يحدث ؟ !! ما هية ضمانات فعل فيلبوس لدى اسياس أن يكون وصيا و شريكا مأمورا ليس إلا ؟!! بالتأكيد نحن امام نوع آخر من الفنتازيا السياسية عصية على فك تراكيبها او توقع فصول احداثها مع ان المبدأ دائما يحدثنا بنهاية اكثر تراجيديا ..

وتماما كما في كل سرديات الاباطرة والامبرطوريات والتي فيها العامة غير معنية بتصرفات الكبار وتجليات الرؤيا لديهم وكما في الميثولوجيا اليونانية حين تشتبك الآلهة او تلهو وتعبث باقدار الناس .. كذلك نحن الارتريون العامة لا يعنينا ما يحدث في سماوات عرش اسمرا واختصام الآلهة فيها او هكذا كان اختيارنا يكفي لنأكد اننا رعايا ارتريون ان نتابع اخبارهم واخر انجازات القائد فيلبوس وتحرير الاسرى والمعتقلون الذين اعتقلهم سابقا .. أليس ذلك يؤكد الوهيتهم تماما كآلهة اثينا ؟ حين ترضى وتعفو !! غير انهم لا يعيدون الارواح والزمن .. أن ألوهية الجنرالات الكبار تتسق فعلا وعجزنا عن بلوغ فهم فعلهم وتدبير الامور عندهم .. فعبثهم وجدهم ينطوي على حكمة تتسامى على تدبرنا واستنباطاتنا ..

نحن اليوم لا نملك في هذا الصراع غير ورود الاخبار وانتظار النتائج والتهليل للمفرج عنهم من المعتقلين والانبهار بفعل فيلبوس القاهر فوق كل الآلهة الاخرى سوى كان بامره او أمر الاسكندراسياس لسبب بسيط اننا لا نملك ادنى شفرة تعيننا على معرفة فعل هؤلاء النفر وتخبرنا عن توقعاتهم .. لذلك ستكون كل توقعاتنا سببا أكيد في ألوهيتهم ..

,
.

………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………..

شاهد أيضاً

مواضيع الناقوس-العدد 11- مقابلة العدد مع المناضل/ عبدالله سعيد علاج

الجزء الأول أجرى الحوار: الصحفي محمود أفندي   تحاور مجلة الناقوس المناضل الكبير عبدالله سعيد …

شخصية العدد- المناضل المغييب محمد عثمان داير (الناقوس العدد 11)

       المناضل المغيب / محمد عثمان داير                   …

المنخفضات -تنخفض الأرض.. ترتفع الهمم (الناقوس العدد 11)

بقلم/ ياسين أمير الجغرافيا رسم الاله على صفحة الكون.. والجغرافيا ترسمنا حين نحسب أننا رسمنا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *