رابطة أبناء المنخفضات الارترية منظمة مجتمع مدني، تعمل على الدفاع عن حقوق ومصالح مكونات مجتمع المنخفضات والعمل مع المكونات الارترية الاخرى لبناء دولة العدالة والمساواة، في ظل نظام حكم لامركزي دستوري يسع الجميع.
نظمت رابطة أبناء المنخفضات الأرترية ببريطانيا فعالية ثقافية بمناسبة مرور53 عاما علي ذكرى ثورة الفاتح من سبتمبر المجيدة تحت عنوان (الذكرى الـ53 لثورة سبتمبر المجيدة ) صاحبها تسليط الضوء على قضية اللاجئين الأرتريين المهجرون قسراً من وطنهم بين الرمضاء والنار) وذلك في يوم السبت الموافق 20/9/2014 بقاعة أبرار هاوس بمدينة لندن حضرها عدد من المواطنين الإرتريين ، وقد افتتحت الأمسية بكلمة فرع الرابطة بلندن استعرضت خلالها الأحداث والأوضاع التي تمخضت عنها ثورة الفاتح من سبتمبر المجيدة والارهاصات التي سادت في الحقبة الإستعمارية وفترة تقرير المصير من مؤامرات علي الوطن ومقدراته وما كان يحاك ضد رغبات شعبنا من قبل أعداء الحرية والعدالة للشعوب المتمثلة في القوى الأستعمارية والقوى المؤازرة لها ، وتوقفت عند الدور الذي لعبه القائد الشهيد في الدفاع عن مصالح المجتمع الذي ينتمي إليه في الفترة التي سادت فيها هجمات السلب والنهب المنظم في فترة الإستعمار البريطاني ، أضافة لتاريخه البطولي المشرف الذي أهله بجدارة أن يكون القائد المفجر لثورة الفاتح من سبتمبر .
وخلص الإستعراض الي محصلة الشبه والتطابق بين ما نعيشه في ظل المشروع الشوفيني الالحاقي في وقتنا الحاضر بالمؤامرات التي كانت تحاك ضد الوطن وخياراته في الحرية والأنعتاق في تلك الفترة ، وما أشبه اليوم بالبارحة وكأن التأريخ يعيد نفسه مما يملي علي شعبنا لملمة أطرافه وشد أزره وتعزيز تماسكه والتصدي للتغول علي مكتسباته ووجوده وثقافته وقيمه والدفاع عن حقوقه ومصالحه ، والإعتداد بتعدده وتنوعه للحفاظ على وحدته الداخلية لهزيمة مشروع الهيمنة والأستهداف الممنهج الذي يهدد وجوده .
وكانت أبرز فعاليات الأمسية عرض مصور للسيرة الذاتية للشهيد القائد ومفجر ثورة الفاتح من سبتمبر حامد إدريس عواتي جسدت ذكرى المناسبة وقائدها ، وكذلك صور تؤرخ لتأريخ اللجوء ومراحله المختلفة منذ العام 1967 م وما ترتب عليه من معاناة إنسانية ونتائجه السياسية من جراء النهج الطائفي الذي ينتهجه النظام الرافض لعودتهم بعد التحرير لتقنين الإستيلاء على أراضيهم وتبني سياسة الإستيطان لاحلال الشريحة التي ينتمي إليها النظام مكانهم بهدف الإخلال بالتركيبة السكانية لصالح مكون أوحد . كما تضمت الفعالية سردا جيدا وتسجيلا موثقا ونقدا بناءً لسياسة النظام الإرتري من قبل السياسي والحقوقي البريطاني السيد/Andy Gregg المتابع للشأن الأرتري عن كثب امتدادا لوالده الطبيب البريطاني المتعاطف مع القضية الأرترية واصفاً أياه بالنظام الوحشي مشيراً إلى حجم المعاناة التي يعيشها الشعب الإرتري من جراء ممارساته الكارثية ، مطالباً الإرتريين المقيميين في بريطانيا بالعمل على فضح ممارساته الغير أخلاقية والعمل على التأثير على السلطات البريطانية وصناع القرار للتعجيل بزواله واحلال البديل الذي يستحقه هذا الشعب العظيم الذي انتفض بقيادة قائده الشهيد حامد إدريس عواتي . كما تضمنت الفاعلية قراءة جيدة للأستاذ/ برهاني ولدجبرئيل الناشط الحقوقى المعروف تناولت سردا لأوضاع اللجوء واللاجئين من واقع تجربته الشخصية مع ملف اللاجئين الأرتريين في شرق السودان ابان فترة عمله في المفضوية السامية للاجئين في معسكرات اللجوء حيث فند العوامل والعراقيل والمؤامرات التي حالت دون عودتهم الطوعية بعيد التحرير وشدد علي الدور السلبي للنظام الرافض لعودتهم من خلال العوائق والعراقيل التي افتعلها في وجه هذا الحق ، كما أكد علي اختلاف وضع ونوعية اللجوء واللاجئين قبل وبعد التحرير.
وقد اختتمت الفعالية بكلمة ضافية قدمها الأستاذ/ ابراهيم كبوشي تضمنت قراءة معمقة لدلالات ذكرى سبتمبر والأحداث التي صاحبتها وقدمت لها وكذا الأستحقاقات المجتمعية التي دفعت بها الي تصدر واجهة الأحداث ليلتف اليها لاحقا كل أطياف الشعب الإرتري علي اختلاف نسيجه المجتمعي كمطلب وطني يعني الجميع وأفضت في نهاية المطاف الي الأنعتاق من ربقة الأستعمار شكلا ، حيث أن الاستقلال الذي عبد بتضحيات جسام قدمها هذا الشعب العظيم جاء منقوصاً خالياً من كل المضامين والأستحقاقات الحقيقية التي اندلعت من اجلها شرارة الثورة من جراء النهج الأقصائي والشوفيني للمجموعة المتسلطة والذى قصرعن بلوغ مدارك الوطن ليحقق لأنسانه ثمار النضالات و التضحيات التي مهرت بدماء أبناءه .
