يا شهيد العلا ورمز الفداء

بقلم/ علي جبيب
رحل عنا الشيخ موسى محمد نور، احد رموز العزة والاباء الذين انجبتهم ارتريا مقتفيا اثر من سبقوه من الرموز رافضا الظلم والخنوع والخضوع مدافعا عن القيم السامية التي يتمتع بها مجتمعه وكل شرفاء الوطن والزود عنها بكل ما أوتي من قوة حتى ولو كان الثمن روحه كما قالها نهارا جهارا امام ازلام نظام الهيمنة القومية والاقصاء، حيث ابدى استعداده للموت دون عرضه ودينه ووطنه غير عابئا بطغيان وجبروت نظام الهيمنة واقبيته وسجونه التي ارهب بها كل المناوئين، واصبحت الوجه القبيح الذي يميزه. وكان للشيخ موسي ما أراده بعد قضاء قرابة الخمسة شهور زف شهيدا الى مثواه الاخير ليقابل ربه بعمله والذي بإذن الله سينزله منازل الصديقين والشهداء.

الشهيد موسى محمد نور لم يخون الامانة التي حمّله لها سكان اخريا الغراء بأن يكون امينا على ابنائهم وبناتهم الذين وفدوا لنيل العلم والتربية الدينية في تلك المدرسة التي كان الشيخ موسى رئيس مجلس اداراتها وراعيها، وها هو يدفع حياته على ان تبقي المبادئ والقيم التي اسس عليها ذلك الصرح التعليمي رافضا تدنيسه وتحريف مسار التربية فيه من قبل وزارة النظام الفاسدة، فكانت انتفاضة اخريا تضامنا مع موقفه الرافض وصيانة للحقوق التي ظل يعبث بها النظام ومازال، تلك الانتفاضة التي حملت معاني تتجاوز حادثة المدرسة لتكون لسان حال كل المهمشين من مكونات الشعب الإرتري الذي يمارس ضده الاقصاء والتهجير والقتل والسجن.
كانت رسالة بليغة وصفعة قويه للنظام الذي ظن بأنه تمكن من فرض جبروته وليس هنالك صوتا يعلو فوق صوته ناسيا ان هذا الشعب وعلى مر التأريخ رفض كل اشكال الهيمنة واثبت ذلك بتصديه لأقوى جيوش القارة الافريقية عددا وعدة ودعما دوليا واستبسل رموزه بدءا من كبيري وسلطان واكيتو وهندي ورفاقهم الشرفاء، واستمرارا لتلك النضالات كان تأسيس حركة تحرير ارتريا، ثم تأسيس جبهة التحرير الإرترية واعلان الكفاح المسلح في الفاتح من سبتمبر بقيادة الشهيد حامد عواتي والذي التف حوله الشعب الإرتري وبذل الغالي والنفيس من اجل تحرير الارض من دنس المستعمر الذي تم تلقينه درسا لن ينساه وتهاوت انظمة اثيوبيا الامبراطوري منها والعسكري امام صمود واستبسال ابطال الثورة الإرترية وحاضنتها الشعبية التي لم تدخر جهدا ولا مالا وارواحا، وكنتاج لذلك جاءت هزيمة اثيوبيا وتحرير الأرض في الـ91، ومهما حاولت عصابة الهقدف التي سطت على نضالات كل الشرفاء ان تجعل منه وطن لقومية بعينها فهذا درب من المحال فان عزيمة وشكيمة هذا الشعب ترفض ذلك، وخير دليل موقف الشيخ التسعيني الحاج موسي محمد نور الذي اكد بأن تدنيس هذا الوطن وحرماته لا تتم الا على جثث الشرفاء من ابنائه، وصمت الشعب لن يطول ورسالة الشهيد الحاج موسي سوف تصل لمبتغاها ونظام الهيمنة القومية والاقصاء سيهزم لا محالة.

:

:

شاهد أيضاً

مواضيع الناقوس-العدد 11- مقابلة العدد مع المناضل/ عبدالله سعيد علاج

الجزء الأول أجرى الحوار: الصحفي محمود أفندي   تحاور مجلة الناقوس المناضل الكبير عبدالله سعيد …

شخصية العدد- المناضل المغييب محمد عثمان داير (الناقوس العدد 11)

       المناضل المغيب / محمد عثمان داير                   …

المنخفضات -تنخفض الأرض.. ترتفع الهمم (الناقوس العدد 11)

بقلم/ ياسين أمير الجغرافيا رسم الاله على صفحة الكون.. والجغرافيا ترسمنا حين نحسب أننا رسمنا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *