ملبورن: إذ تحدث عن إرث متأصل

عبدالرحمن كوشي

رابطة أبناء المنخفضات الارترية الفتية، بعد أن فجرت الطاقات الفنية الكامنة، من قلب ألمانيا النابض مدينة كولن الأنيقة التي احتضنت مهرجان منخفضاتي فوق العادة أمته الجماهير من كل أنحاء أوروبا لتضفي زينة متألقة على محيى تلك المدينة الهادئة الوادعة، التي رفعت مشعل الفن والأدب وٲفسحت لعشاقها مروج المرح وفضاءات الإبداع في جو يسوده الفرح والحبور بحلول الذكرى الرابعة لتأسيس رابطة أبناء المنخفضات الإرترية.

فتجدد هذا الفرح الأصيل في ثوب بهي، وإشراقة جديدة وأصالة في العطاء وتميز في الإبداع، فلم تدخر ملبورن وسعا، فٲطلقت العنان لفرسانها وشبابها وفتياتها، ورسمت لوحة فنية فريدة، غنية بتراث أصيل، يحكي عن حقب موغلة في التأريخ، ويجسد حياة الآباء والأجداد في فسيفساء تعكس عرى التماسك والقوة والعزة والتلاحم.
تلك الشعلة الفنية القادمة من وراء البحار وٲقاصي الدنيا، كان لها أثر بليغ إذ لامست النفوس التواقة للوصل، و عانقت المهج المتقدة شوقا، فلم تقف المسافات عائقا، وتلاشى عامل الزمن فأصبحت روحا في جسد واحد يمجد تاريخ ناصع.

ملبورن، كانت صرحا فنيا عملاقا شهد أجمل العروض الفنية، فكانت ليلة ثقافية جامعة تشرفت بحضور مميز من إعلاميين وصحفيين ومراسلي الوكالات وكتاب الأعمدة، وقدم الفنان المتألق خالد كنوني أجمل المقاطع الفنية فمزج بين ثقافة الشعوب، الشعب الإرتري والشعب السوداني، الذين تجمع بينهما أواصر القربى ومشتركات الثقافة،
وقدمت الفرقة الفنية عروضا جميلة ورقصات تحدث عن ماضي تليد يأخذ بالألباب، أما فتياتنا فكن ٲزهارا وورودا تتمايل على فنن المسرح حضورا باهيا يحكي عن تأريخ وتراث غني.
تحية خاصة نبعثها عبر هذه السطور، للإدارة الناجعة التي أشرفت وأخرجت هذا الإحتفال الفني العملاق في أجمل صوره وتحية خاصة لحواء إرتريا التي تتقدم الصفوف الأولى وتقتطع من حر مالها ومن وقتها وجهدها ، فضربت أروع الأمثلة في نكران الذات والتضحية والتفاني والإخلاص، فهنيئا للشعب الإرتري بك ياحواء بلادي .

تحية خاصة للمايسترو صاحب الذوق الرفيع الأستاذ عبدالقادر محمد حامد الذي نقل لنا فعاليات ذلك الحدث الفني لحظة بلحظة فوضعنا في قلب الحدث واختصر لنا المسافات والزمن، وكأننا حضور بالجسد والروح.

.

.
—————————–