مجلة الناقوس.. لقاء العدد مع الاستاذ محمود آدم

مقتطفات من لقاء رئيس المكتب التنفيذي لرابطة ابناء المنخفضات الإرترية مع مجلة الناقوس التي يصدرها قسم الثقافة بمكتب الاعلام في عددها الثالث الصادر بتاريخ 29 مارس 2018م، والتي سيتم نشرها تباعا على مدى الايام القادمة على 15 جزء .

الجزء الأول: تعريف برئيس المكتب التنفيذي للرابطة

(( يسر هيئة تحرير مجلة “الناقوس” الثقافية أن تلتقي بالأستاذ محمود آدم، رئيس رابطة أبناء المنخفضات الإرترية، حتى يتعرّف عليه القرّاء عن قرب وأيضا لتسليط الضوء على الأمور مثار الاهتمام في شئون الرابطة والساحة الوطنية.

وكمقدمة لازمة، نذكر بأن الأستاذ محمود آدم، علم من أعلام الرابطة وأحد مؤسسيها والقائم على رئاستها منذ أن بدأت تتلمس خطاها في التاسع والعشرين من مارس 2014م. وهو رجل هادئ الطبع، دمث الأخلاق، يميل إلى الحديث بما قل ودل، كما انه مستمع جيد وأبوابه دائما مشرعة لكل من يعملون معه، يحترم الصغير ويوقر الكبير، فيه الكثير من التسامح والإيثار ونكران الذات وبذل العطاء وحب العمل في صمت، ولذلك لم يكن من السهل إقناعه بفكرة هذا اللقاء، ولكن في نهاية الأمر استشعارا منه لأهمية التواصل عبر مختلف الوسائل المتاحة قَبل بها، فإلى مضابط الحوار:

س: أستاذ محمود، دعنا نبدأ بنبذة تعريفية عنك. النشأة ومراحل التعليم، الخ.؟

ج: ولدت في مدينة أغردات في العام 1954م ودرست بها القرءان الكريم في خلاوي عديدة، وبعد ذلك التحقت بالمدرسة الابتدائية في أغردات لمدة سنة وانتقلت في عام 1960م مع العائلة إلى هيكوته واستكملت بقية المرحلة الابتدائية بها ومن ثم المتوسطة في مدرسة تسني والثانوية في مدينة كرن. في عام 1971م بدأت الدراسة الجامعية في أديس أبابا في كلية العلوم وبقيت بها حتى اطاحة الدرق بالإمبراطور في عام 1974م.

س: هل كان لك أي نشاط سياسي في تلك المراحل؟

ج: كان الوعي الطلابي في تلك المرحلة عالياً جداً بسبب الوضع الاستعماري والنشاط الثوري وخاصة الكفاح المسلح. وقد اشتركت في العمل الطلابي في كرن في خلايا سرية للجبهة، وفي مظاهرات علنية في 1969م احتجاجا على ما تعرّض له الطلاب الإرتريين في معهد “بهر دار” الفني من تعسف وسوء معاملة من الطلاب الاثيوبيين وقتها، وغيرها من المساهمات كبقية أبناء جيلي والتي لا يتسع المجال لتفصيلها.

س: ثم ماذا بعد؟

ج: بعد قدوم الدرق التحقت بصفوف المقاتلين في الميدان نهاية 1974م

س: هلا حدثتنا إذن بصورة مختصرة عن الفترة التي أمضيتها في الميدان؟

ج: في الواقع كانت فترة قصيرة اكملت خلالها التدريب العسكري وبقيت في الميدان لمدة عام ثم غادرت لظروف مرضية وذهبت للعراق للعلاج وبعدها التحقت بكلية العلوم قسم الجيولوجيا بجامعة بغداد لمواصلة الدراسة وتخرجت في عام 1979م.

س: وهل كان لك أي نشاط سياسي في مرحلة وجودك في بغداد؟

ج: بالطبع. لم ينقطع ارتباطي بالجبهة، فهذا كان شريان الحياة بالنسبة لنا، حيث نشطت هناك في الاتحاد العام لطلبة إرتريا والعمل السياسي في إطار الجبهة بصورة عامة.

س: التخرّج دائما يعتبر مفترق طرق. ماذا كان توجهك الشخصي حينذاك؟

ج: لم يكن كذلك بالنسبة لي، فالخيار كان واضحاً بدافع القناعة الشخصية للنضال من أجل الوطن وأيضا بحكم التزامي كعضو في اتحاد الطلاب، الذي كان يلزم الخريجين بالتوجه الى الميدان بعد التخرج، توجهت بعد تخرجي سنة 1979م مباشرة إلى الميدان وبقيت هناك حتى دخول الجبهة الى الأراضي السودانية في عام 1981م كنتيجة مباشرة للحرب الشرسة والظالمة التي شنتها عليها الجبهة الشعبية بالتحالف مع وياني تجراي.

س: دخول الجبهة إلى السودان شأن معقّد لا نود الخوض فيه الآن. المهم كيف تصرّفت أنت شخصياً؟

ج: بقيت على التزامي بالجبهة وحسب توجيه منها اشتغلت بالتدريس في مدرسة اليونسكو الثانوية حتى 1987م.

س: إذن هذا هو سبب التصاق لقب الأستاذ باسمك وكأنه جزء منه ولا تُعرف بدونه؟

ج: نعم. نشأت في بيئة ومرحلة كان للمعلّم فيها وقار وتقدير كبير جداً لدوره ومكانته في المجتمع وترسّخ ذلك في ذهني وطبع شخصيتي بتوجهات كان الاهتمام بالعملية التعليمية جزءًا أساسياً منها، لما لها من دور مهم في خلق نقلة نوعية لمجتمعنا نحو تمكين مؤسس وغد أفضل. وربما أيضا للاحترام الكبير الذي كنّا نكنّه لمعلمينا ولكونهم قدوة يحتذى بها حاولت مثل الكثير غيري من نفس أبناء جيلي تَمثُل خطى هؤلاء واقتفاء أثرهم، واثناء فترة دراستي في جامعة أديس أبابا، قمنا بتسجيل أنفسنا كمعلمين عندما اشترطت السلطات التعليمية ذلك لإنشاء مدرسة أغردات الثانوية. وبعد انشائها تطوّعنا لاقامة دورات تقوية لطلاب المدرسة بدعم من المناضل الاستاذ صالح محمد محمود، والاخوين عمر كلفي ود. جعفر أبوبكر، وكان معي في المجموعة التي تطوعت لإقامة دورات التقوية عدد من ابناء المنخفضات الدارسين في جامعة اديس ابابا آنذاك بعضهم الآن أعضاء في الرابطة والبعض الآخر متعاطف معها)).
… يتبع.

.

شاهد أيضاً

مواضيع مجلة الناقوس – العدد العاشر- شخصية العدد

الشهيد سليمان ادم سليمان.. عاش انسانا ومناضلا.. أعده / الأستاذ محمود أفندي تغوص بك عزيزي …

من مواضيع مجلة الناقوس العدد التاسع – الملف الثقافي

قصة قصيرة دروب مجهولة (٢) بقلم أبو محمد صالح  صمت الجميع، صمت أعقبه صراخ، الكل …

مواضيع مجلة الناقوس العدد التاسع-الملف الثقافي

مَن الذي اخترع الربابة البجاوية.. ولماذا اسماء اوتارها بالبداويِّت وليست بالتقرايت؟ بقلم عبد العزيز ابراهيم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *