تقوية أواصر التواصل لصناعة فجر جديد

انطباعات على هامش إحتفال رابطة المنخفضات الإرترية في أستراليا.

بقلم ابوبكر صايغ:

سيذكر التاريخ بفخر وإعتزاز ذلك الدور البطـولي للشعب الإرتري في معارك العزة والكرامة دفاعا عن الوطن وبذر الروح الوطنية مهما كانت الانتكاسات والمنعطفات الخطرة ، وإن الجهود التي بذلها قادة الحركة الوطنية والرعيل الاول للثورة أثمرت إستمرارية الثورة حتى فجر التحرير، إلا أن المسيرة الظافرة إنتكست مرة أخرى بفعل فاعل كان يضمر الحقد والكراهية للشعب الإرتري البطل وكان يتأهب للنيل من مكتسبات الثورة وأفراح الدولة الوليدة والنتيجة هي اليوم امام أعيننا دولة فاشلة بكل المقاييس، هجرها شعبها وتترنح لإنعدام المؤسسات والقانون والتسلط والجبروت الذي ينتج كل يوم مزيد من المعاناة لشعبنا المحاصر داخل رقعة جغرافية، بلادنا التي كان يتمنى أن تكون له واحة وداراً للطمأنينة والأمان ولكن تبخر الحلم وتبقت لنا غصة في الحلق وعبرة تنحدر من المأقي حزنا ووجعا وألما .

رابطة أبناء المنخفضات الإرترية ومنذ تأسيسها قبل أربعة أعوام ككل حركة مدنية كانت تعرف مختلف مستويات الوعي لدى المجتمع الارتري عموما ومجتمع المنخفضات الارترية الذي عانى طيلة سبعة عقود متتالية من التدمير وبفعل عوامل اللجوء وفقد كل الأسس الأولية للتطور لأن أرضه كانت مسرحا للثورة وخلفية للمقاتل والحصن الحصين الداعم الأساسي له، وإن الخسائر الجسيمة التي تعرض لها المجتمع لا يمكن تعويضها فقط عبر النضال السياسي السلمي أو المسلح فقط بل تحتاج إلى نهضة توعوية تقودها النخب الواعية والمدركة لخطورة الوضع الراهن الذي يعاني منه إنسان المنخفضات الإرترية الذي فقد طيلة السبعة عقود الماضية فرص ثمينة لايمكن تعويضها بسبب الثورة المسلحة حيث أصبح هدفاً مشروعاً للعدو تدميراً وقتلاً وتهجير وإبادات جماعية وحرق الأخضر واليابس حتى لا تنبت هذه الأرض ثائراً يقف أمام أطماع الإستعمار المتجددة والمستمرة التي تأخذ أشكالاً مختلفة .
في هذا السياق يجب التذكير بإن المجتمعات التي تغلبت على مخلفات الحروب وإرث الثورات والعنف الثوري بفعل نشاطات منظمات المجتمع المدني التي تسعى إلى توعية المجتمع بضرورة التمسك بحقوقه ولإرساء قيم العدالة والمساواة في المجتمع والدعوة إلى حوار مجتمعي لوضع اللبات الاولى لمسيرة تصحيح مفاهيم المشاركة الحقيقية والاعتراف بالآخر دون إكراه أو وصاية وبالتراضي لبناء وطن ينتمي له الجميع تحت مظلة القانون المتفق عليه الذي يحمي ويصون مصالح الجميع داخل الوطن الواحد لحماية المكتسبات كافة .
وإن الممارسة النضالية تقتضي وبالضرورة أن يكون هنالك كادر متطوع مشاركا ومتفاعل وآخر داعم ومتعاطف وهذا هو دور الكادر الطليعي في معمعة النضال السلمي المدني الذي ينتشر في أوساط المجتمع للتعريف بالحقوق عبر طرح المبادرات الخلاقة التي تدعو إلى استنهاض الهمم وتحريك المياه الراكدة في بركة الأحزان الوطنية المتتالية التي خلفها عنفوان الثورة والاستعداد للبذل والعطاء ولم تخمدها نسائم الإستقلال بل تعمقت الجراح وأصبحت تهدد الجسد الواحد ما لم نتدراك الموقف ونعيد ترتيب البيت بطرح مبادرة جادة تهيئ الأرضية لكافة المكونات الإرترية للجلوس في مائدة واحدة لتحديد مسار الوطن الذي ضحت الأجيال من أجله طيلة عقود الثورة والدولة .

بالأمس القريب إحتفلت الرابطة في مدينة كولن الألمانية بمشاركة مقدرة من رفاق النضال في مسيرة التنوير والتصحيح والتحرير ، تقاطروا من كل فج عميق غيـر مكـترثـين ببعـد المسـافات وغيـر مباليـن بالترهيب لولوج معترك النضال دفاعا عن الكرامة و الحرية والحياة.
ومرة أخرى ودون كلل أو ملل يبرز فعل آخر في أقصى الكرة الأرضية بإستراليا حيث تأهب فرع الرابطة الفتية للإحتفال بذكرى تأسيس الرابطة وسط حضور مميز من كافة فئات المجتمع، وإن تقديم تقارير عن الاحتفال في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي وفي المركز الارتري للخدمات الاعلامية ” أدوليس ” ونقل الحفل عبر نافذة موقع “عونا ” يفتح الباب على مصراعيه بضرورة تحفيز من يعمل ويجتهد في مسرح المواجهة مع النظام بعيداً عن سياسات الاقصاء والتهميش والمقاطعة التي هي من صفات فعل النظام وإن رفاق مسيرة الحرية يتحتم عليهم التكاتف والتعاضد وفتح آفاق الحوار الوطني لتحقيق رغبات الشعب الإرتري الذي يعاني من حصار خانق وينتظر من قواه الثورية المتمثلة في قوى المعارضة للنظام كافة ومنظمات المجتمع المدني خاصة أخذ زمام المبادرة،
لنقف بمشاعلنا أمام ظلام القهر والعار والهيمنة وفرض الإرادات وسياسات الأمر الواقع الموغلة في التهميش والعنصرية البغيضة، لنرفض التردي و نجدد دورة الحياة.
التحية لكل من ساهم وشارك ونقل وكتب عن هذه المناسبة ليتجدد الفعل النضالي الحقوقي ويتراكم وصولا إلى تحقيق النصر واسترداد الحقوق.

.

.

شاهد أيضاً

مواضيع الناقوس-العدد 11- مقابلة العدد مع المناضل/ عبدالله سعيد علاج

الجزء الأول أجرى الحوار: الصحفي محمود أفندي   تحاور مجلة الناقوس المناضل الكبير عبدالله سعيد …

شخصية العدد- المناضل المغييب محمد عثمان داير (الناقوس العدد 11)

       المناضل المغيب / محمد عثمان داير                   …

المنخفضات -تنخفض الأرض.. ترتفع الهمم (الناقوس العدد 11)

بقلم/ ياسين أمير الجغرافيا رسم الاله على صفحة الكون.. والجغرافيا ترسمنا حين نحسب أننا رسمنا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *