رابطة أبناء المنخفضات الإرترية

بيان رابطة ابناء المنخفضات الأرترية حول تظاهرة واجتماع جنيف .

انطلاقا من مبادئنا الثابتة وأهدافنا المعلنة في رابطة أبناء المنخفضات الإرترية، ظللنا نناضل من أجل السلام والاستقرار الدائمين وبسط العدل والمساواة وضمان الحقوق والحريات والعيش الكريم لأبناء مجتمعنا وشعبنا الإرتري عامة.

وانسجاما مع هذا الموقف المبدئي، رحبنا بمبادرة رئيس الوزراء الاثيوبي لحل مشكلة الحدود على أساس القبول باتفاقية الجزائر وملحقاتها بهذا الشأن، ولكن مع ابداء تحفظنا على أهلية نظام الهيمنة القومية في إرتريا كشريك حقيقي في أي مفاوضات سلام لفقدانه للمشروعية الدستورية. كما أكدنا عدم كفاية تلك الخطوة لاستتباب السلام الدائم بين البلدين والشعبين الجارين، حيث أن السلام الداخلي في إرتريا مفقود نتيجة لإصرار النظام لتجاوز الاستحقاقات الوطنية، التي تعتبر مرتكزاً أساسياً لقيام واستدامة السلام بمعناه الشامل.

لهذا نطالب المجتمع الدولي بعدم التسرع في رفع العقوبات الأممية المفروضة على النظام، بل ندعو لإبقائها لزيادة الضغط عليه حتى يلبي كل الاستحقاقات الوطنية للشعب الإرتري المعطلة وكذلك الاستحقاقات الإقليمية.

وعلى خلفية تطورات مبادرة رئيس الوزراء الإثيوبي وتداعياتها، ظهر في الآونة الأخيرة حراك متسارع اقتصر على بعض القوى السياسية والمدنية في المهجر التي تحاول أن تستغل الركود في ساحة المعارضة لتجاوز الأطر القائمة دون العمل باتجاه توحيد الصفوف من خلال توسيع قاعدة المشاركة ووضع رؤى تأخذ بعين الاعتبار مواقف جميع أصحاب المصلحة.

في اعتقادنا، أن هذه القوى تسعى لخلق واقع جديد بحجة إنقاذ الوطن من المخاطر المحدقة به نتيجة للتطورات الأخيرة، عبر حشد  طاقات الجماهير الإرترية بالمهجر تحت قيادة جديدة من خلال إجراء انتخابات شكلية رتب لها ووضعت آلياتها من قبل قلة لا تمثل الجميع وذلك لإعطاء تحركها نوع من الغطاء الشرعي.

إن هذا التحرك الذي لا يقيم وزنا للإخفاقات المتكررة السابقة في إطار محاولات خلق الأطر الجماعية، ولا يحاول تجاوز مفاهيم الإقصاء والهيمنة  التي تسيدت الساحة  الإرترية لردح من الزمن، ليس بإمكانه الإتيان بقيادة جامعة تمثل كل الطيف الإرتري، بالتالي لن تكون مؤهلة وقادرة للتعامل مع مهام المراحل الحرجة التي نحن مقبلون عليها.

إن أي دعاوى لإخراج الوطن من أزماته دون الأخذ بمبدأ التعدد والتنوع واستحقاقاته في المشاركة العادلة في تقاسم السلطة والثروة وحفظ الحقوق والمصالح المتساوية للجميع، سيؤدي حتما لبقاء القيادة الجديدة المقترحة للمعارضة في دائرة الفشل لأن وسائلها لا تختلف عن النهج الاقصائي للسلطة القائمة.

إن ما يتم الإعداد له من دعوة لمظاهرة في 31 أغسطس يعقبها اجتماع في الأول من سبتمبر في جنيف يجيء في ذات السياق، حيث أنه يندرج ضمن الهرولة لبناء الهياكل التنظيمية بعيدا عن انتهاج العمل بالأسس الصحيحة التي تضمن الاجماع الوطني الذي يُطَمئن مكونات الوطن ويزيل حالة الاحتقان السائدة ويضع الحصان أمام العربة وليس العكس.

إن ما يجري على ارض الواقع من وضع اللمسات الأخيرة لإعلان واخراج مسرحية “القيادة البديلة في المهجر لإنقاذ الوطن”. هو بمثابة استغلال لحالة اليأس والاستياء المسيطر نتيجة العجز وعدم التفاعل المطلوب في هذه المرحلة الحرجة للتصدي الفعّال لمواجهة التحديات الماثلة، والقلق الذي يعتري الارتريين على مصير ومستقبل الوطن، والاستفادة منه في محاولة الاستيلاء على زمام عمل المعارضة في الخارج لأهداف لا تخدم المصالح العامة المشتركة بين المكونات الإرترية، بل تكرس لنهج وممارسات الهيمنة والاقصاء.

لذلك، فإننا في الرابطة نؤكد موقفنا المبدئي الداعم لأي عمل جماعي فعّال يتم بشكل صحيح وعلى أسس مدروسة ووفق أهداف وبرامج واضحة لإخراج الوطن من أزماته المستفحلة ويتيح التمثيل والمشاركة العادلة بما يضمن حقوق الجميع ويحقق التوافق الوطني بين كافة مكونات الوطن.

وفي هذا الصدد،  لقد تابعنا باهتمام ما دار من حراك نخبوي وجماهيري في أمريكا وأفضى للخروج بوثيقة “دنفر” التي اعتمدت مبادئ أساسية كمرتكزات لتأسيس العمل الجماعي الذي يحقق التوافق ضمن مسار وأهداف التغيير المطلوب ويبني على أهمية رتق ما أصاب النسيج الاجتماعي للشعب الإرتري من تمزق نتيجة لاستمرار سياسات الإقصاء والهيمنة وفقدان الثقة المتبادلة.

إننا في الرابطة نعتبر ما تم بداية موفقة من حيث الاجراءات والمضمون ويصب في اتجاه دعوتنا لضرورة التوافق على عقد اجتماعي من خلال المبادرة التي أطلقناها في 2016م كأساس وشرط لعمل جماعي يهدف للتغير المنشود، بما يضمن الحقوق والمصالح الأساسية لكافة مكونات الشعب الإرتري، وإن أي عمل للتغيير لا يستند على ذلك هو ضرب من ضروب القفز على الواقع ووصفة جاهزة للفشل تضاف لتجارب شعبنا السابقة والتي يجب الاستفادة منها.

وفيما يتعلق بفعاليات جنيف القادمة فإننا سنشارك بفعالية في المظاهرة التي ستقام هناك في 31 أغسطس 2018م تعبيرا عن رفضنا للنظام ومناوراته للالتفاف على حقوق شعبنا ومحاولاته للإفلات من العقاب والمحاسبة على انتهاكاته لحقوق الإنسان في إرتريا. أما الاجتماع المخطط له أن يعقب المظاهرة بغية اختيار قيادة جديدة – سواء كانت مؤقتة أو دائمة، فلن نشارك فيه للاعتبارات التي ذكرناها أنفا.

في الختام، ندعو جماهير شعبنا وكل الوطنيين الغيورين للحشد من أجل الحضور القوي في مظاهرة 31 أغسطس في جنيف للتعبير عن رفضنا للنظام، وفي نفس الوقت ندعو الجميع للتحلي باليقظة العالية والوعي العميق بعيدا عن العفوية والاندفاع والسير وراء دعوات أو مشاريع لا تحقق وحدة وفعالية العمل الجماعي المرتجى لخدمة أهداف ومصالح شعبنا الحقيقية والوقوف بحزم ضد محاولات تمرير أي مخطط يتغول على حقوق ومصالح شعبنا.

 

 

رابطة أبناء المنخفضات الإرترية

المكتب التنفيذية

23 أغسطس 2018

شاهد أيضاً

مواضيع الناقوس-العدد 11- مقابلة العدد مع المناضل/ عبدالله سعيد علاج

الجزء الأول أجرى الحوار: الصحفي محمود أفندي   تحاور مجلة الناقوس المناضل الكبير عبدالله سعيد …

شخصية العدد- المناضل المغييب محمد عثمان داير (الناقوس العدد 11)

       المناضل المغيب / محمد عثمان داير                   …

المنخفضات -تنخفض الأرض.. ترتفع الهمم (الناقوس العدد 11)

بقلم/ ياسين أمير الجغرافيا رسم الاله على صفحة الكون.. والجغرافيا ترسمنا حين نحسب أننا رسمنا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *