الذكرى 56 لمعركة تقوربا الخالدة


كثيرة هي الملاحم التي سطرها جيش التحرير الارتري في مواجهة قوى البغي والطغيان ممثلة في نظام هيلي سلاسي ومن اتي بعده، حيث كان الشعب الارتري وثورته الظافرة بالمرصاد لمنازلته ودحره رغم عدم تكافؤ القوة مابين ثوار لايمتلكون الا ارادتهم وعزمهم، وما لايتجاوز عدد اصابع اليد من البنادق العتيقة في مواجهة جيش الإمبراطور المدرب والمدجج بأحدث ما انتجته مصانع الاسلحة غربا وشرقا، إلا ان الغلبة والنصر كانت دائما لأصحاب الحقوق المسلحين بالعزيمة والشجاعة.
وكان الخامس عشر من مارس عام 1964م، تأريخ معركة تقوربا، بقيادة الشهيد البطل محمد ادريس (أبو رجيلة) التي تعتبر معركة نوعية وفريدة، حيث كانت أول مواجهة بين جبهة التحرية الارترية والجيش الاثيوبي المعروف بـ “طور سراويت”، باعتبار ان المعارك التي سبقتها منذ انطلاقة الكفاح المسلح بقيادة الشهيد البطل حامد ادريس عواتي في جبل أدال في سبتمبر 1961م، كانت بين البوليس الارتري والثوار.

الشهيد البطل محمد ادريس (أبو رجيلة)


واجه جيش التحرير الارتري ببسالة قوات العدو التي اتت وفي ظنها تصفية الثورة واسر هؤلاء النفر القليل وتسليمهم لسيدهم هيلي سلاسي. الا انه قد خاب ظنهم وتجرعوا الموت الزؤام على ايدي بواسل جيش التحرير الارتري وعادوا الى مواقعهم حاملين جنائزهم وجرحاهم، وكان وقع تلك الهزيمة مرعبا لهم ومؤلما لملك الملوك هيلي سلاسي. كانت معركة تقوربا المشهودة قاسمة الظهر لجيش العدو وامبراطورهم، واربكت فلول الغزاة واوقعت بهم شر هزيمة.
على الرغم من فقد الثوار لعدد كبير من الشهداء الا ان انتصارهم في تقوربا كان نقطة تحول كبيرة في مسار الثورة حيث ذاع صيتها وتقاطر اليها الشباب من المدن والارياف ومن خارج الحدود، اضافة الى الاستفادة من الاسلحة والعتاد التي سلبها الثوار من العدو، وتغيرت بذلك استراتيجية العمل المقاوم وانتقلت من مرحلة الدفاع والحفاظ على البقاء الى مهاجمة العدو.
ونحن في رابطة أبناء المنخفضات الارترية اذ نحتفل بهذه الذكرى المجيدة لما تمثله من رمزية لنضال شعبنا نترحم على ارواح شهداء تلك الملحمة التأريخية وكل شهدائنا الذين سقطو فداءا لهذا الوطن ونستلهم من تلك البطولات العبر، ونشد العزم على مواصلة النضال ضد نظام الهيمنة القومية والإقصاء الذي جعل الوطن محمية خاصة بمكون بعينه ضاربا عرض الحائط بكل هذه النضالات والتضحيات التي بذلها رعيلنا الأول من المناضلين، وكانت تلك الملاحم هي اللبنة التي تأسس عليها ماتلى من نضالات وتضحيات ساهمت فيها كل مكونات الشعب الارتري لتتوج بالاستقلال في العام91، ولكن لسوء الحظ كان هذا المولود مخدوجا لولادته على ايدي الجبهة الشعبية التي اسست على مبدأ نحن وأهدافنا، والذي ترجم الى هيمنة احالت الاستقلال الى استغلال وانتجت دولة فاشلة خلال العقود الثلاثة من تحرير الارض، ودون تحرير الانسان.
عاشت ذكرى تقوربا المجيدة
المجد والخلود لشهداء الثورة
الخزي والعار لنظام الهيمنة القومية
ويستمر نضال ابناء المنخفضات الارترية

شاهد أيضاً

بيان بمناسبة الذكرى السادسة لميلاد رابطة ابناء المنخفضات الارترية

تمر علينا الذكرى السادسة لميلاد رابطة أبناء المنخفضات الارترية التي انطلقت في 29 من مارس …

إرتريا: منعطف خطير آخر

“رؤيتنا حول تطورات الأحداث الداخلية والخارجية وانعكاساتها المتوقعة على الشعب والوطن”. إن سياسة الهيمنة والإقصاء …

قضايا الوطن.. وسياسة التعاطي بالتجزئة

يبدو جليا بأن سياسة التعاطي مع قضايا الوطن منذ بدايات التشكل الأولى للكيان الارتري لتحقيق …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *