استقلال إرتريا انجاز تاريخي لشعبنا

كلمة التحرير :

يصادف الرابع والعشرين من مايو الجاري 2015م ، الذكرى الرابعة والعشرون لاستقلال إرتريا وتحرير أرضها من أطول استعمار إفريقي استخدم كل الوسائل غير المشروعة والمحرمة دولياً لإبادة شعبنا وإرهابه في محاولة يائسة لدفعه للإذعان والخضوع لرغباته التوسعية وسلب ارادته الحرة  و اذابة كيانه الوطني في  دولته الاستعمارية . وإن وما درجت عليه شعوب المعمورة قاطبة في  ذكرى كهذه أن يكون يوم الإستقلال مبعثاً  للفخر والمجد الوطني وذكرى اعتزاز برموزها وبالملاحم والبطولات التي خاضوها  ، و التي صاغت للأجيال المتعاقبة قصة يترنمون بها ويصدحون بمناقب رجالها ويرفعون فيها راية الوطن الواحد الموحد في سارية تلوح لها كل الأكف و ترفع الهمم شامخة اعتزازا وفخرا لذكراها .

وإن سارية استقلال ارتريا الممهورة بثلاثين عاماً من الكفاح المسلح وبمواكب زاخرة من الشهداء واللجوء والتشرد ، وصفحات من البطولات والفداء لن تكون أبداً إلا سارية سامقة نمجدها ونغنيها ونتلوا تحت بيرقها آيٌ من ذكر الذين قدموا من اجل رفعتها الدماء والأرواح بسخاء ، ونتلوا في محراب هذا اليوم ملاحم الثورة لآباء وأجداد خرجوا فتية مؤمنين بقدرهم ، وهم في ريعان أعمارهم وأوقدوها لظى وداسوا جمرها ليشقوا مساراً انتهى إلى يوم الرابع والعشرين من مايو عام 1991م  ، الذي كان يجب  يكون انبثاق فجر مشرق على شعبنا  وأرضنا .  بهذا المعنى يكون يوم الاستقلال هو يوم ميلاد الشعب الارتري الحر ويوم تحرير للأرض و الأنسان و يوم تقدير و امتنان للشهداء ومناسبة وطنية لا يقوى أي نظام يعتلي سدة حكم إرتريا على ادعاء ملكيتها لأنه بالأساس لا يستطيع ومن غير الممكن أن يختزل كل المسيرة في دوره المحدود زمناً وعطاءً ، فلا الجبهة الشعبية ولا إسياس افورقي هم من صنعوا  فجر سبتمبر ولا أحداً من رجاله كان في معركة الفتح الأولى في  أدال (غار مرويت) أو (معركة اومال) أو في معركة (بلا قندا) ولا في معركة (هناق  هنجر) أو معركة  ( آمنايت القاش) ، ولم يكونوا كذلك في معركة فتح الفتوح في تقوربا العز والحسم ، ولم تسجى جثامين شهدائهم بين شهداء تقوربا الذين علقت أجسادهم في المدن العتيقة التي تروى شوارعها وساحتها أمجاد لا يليق بمن في وجدانه ذرة من سيماء الوطن أن يتجاوز ذكرها في يوم الاستقلال الوطني ، بل من الجحود الذي يلامس أطراف الخيانة أن يتجاوز رأس نظام الهيمنة القومية الاستيطاني وأبواقه المستعبدة والخانعة ذكر قائد الثورة الشهيد القائد حامد إدريس عواتي ورفاقه الاماجد والشهداء الذين افتتحوا عصر البطولة والاستقلال في ارتريا.

من كل ذلك ينبغي التأكيد على أن الاستقلال هو انجاز تاريخي لثورة الشعب الارتري ، وإن معطيات التاريخ الدامغة والتي لا ينكرها إلا مغالٍ ومدعي أن مجتمعنا  في المنخفضات الارترية والمسلمين عامة على وجه التحديد هم أصحاب القدح المعلى في هذه المسيرة ، وقد آن لهذه الحقائق ان تكتب وتدون وترصع السجل الوطني كاستحقاق تدعمه وتؤكده الحقائق المروية والمكتوبة ، كما آن الوقت وحان تماماً لتسمى الأشياء على حقيقتها ، وبات من غير المقبول أن يقلب هرم الأدوار الوطنية ، فيتعمد البعض تمرير صيغة التعميم والإجمال عندما يخص الأمر رسم المعالم التأسيسية ومرحلة التوسع والإنتشار لجحافل الثورة حتى وصلت الى مرتفعات ارتريا واقتحمت السجون وحررت الشباب الارتري واستقطبته لمسيرة المقاومة بعد أن حاول الاستعمار وعملائه المعروفين استخدامهم كمعول لهدم منجزات الثورة.

إن فشل زمرة الجبهة الشعبية وإخفاقها المريع في قيادة دولة إرتريا ، وظهور رجل هذه العصابة كأسوأ عقل إداري وسياسي في المنطقة وارتكابه للجرائم وامتهانه لكرامة الإنسان الإرتري  سوف لن تغفر له ولن يمررها مجتمعنا المشهود له بالصلابة والصمود . ونقول من خلال قراءة الواقع إن هذه الزمرة  ليس لها أي انجاز يذكر سوى تمزيق لحمة الشعب وإهدار استحقاقاته والعبث بمقدراته ومكتسباته وإجباره على الهروب من دياره بعد أن ازدرى تلك التجربة والحقبة السوداء التي مر بها في زمن حكم نخبة كبسا القصيرة النظر في تعاملها مع حقائق التاريخ واستحقاقات المستقبل . وإن جل ماأورثه  نظام الهيمنة القومية  في إرتريا بعد أربعة وعشرين عاماً من الحكم الفاشل هو قائمة طويلة من الجرائم ضد الإنسان الارتري وأرضه ومستحقاته ، وليس ذلك فحسب بل هو عصابة تأكل بعضها وتعيش دوامة اصطراع ضد بعضها وضد الشعب حتى غدت السجون والمعتقلات هي  صروح منجزاتها الوحيدة ، وفي قناعتنا التامة فليس من قدرة لهذه الإخفاقات أن تظل برهة بعد سقوط واندحار هذه الزمرة العدوانية .

إن ما ينبغي التأكيد عليه في مناسبة الاستقلال المجيدة ، هو ضرورة إطلاق صوت الثورة وتجديد مسيرتها لتحرير الإنسان الارتري من براثن هذه العصابة المجرمة وإنقاذ أرضنا وتاريخنا ومنجز الاستقلال الوطني من العبث والتلاعب ، وأهمية أن تعيد صفوف المقاومة الوطنية الارترية حساباتها لتقف بجدية ومسئولية في المربع الصحيح الذي الذي يضمن لها احتشاد الشعب معها ، والخروج من دائرة الارتهان لهذه أو تلك من المبررات التي ساهمت في تجمد ومراوحة المعارضة في دائرة مغلقة بددت منا الكثير من الفرص .

وفي هذه المناسبة التاريخية نتوجه بالتحية لكل أبناء شعبنا الذين هم أعمدة العطاء الثر في تحقيق الاستقلال الوطني ونحي بالخصوص أبناء مجتمعنا في رابطتهم المناضلة التي حققت خلال عام واحد من التأسيس حشد جماهيري واسع في مختلف دول العالم وباشرت في  خلق المؤسسات والمنصات الفاعلة التي ستكون بإذن الله معاول في تدمير مرتكزات القهر والظلم والاستبداد في ارتريا وإعادة الحق إلى أهله والمساهمة الجدية والمؤكدة في تحقيق مجتمع العدل والسلام والديمقراطية في ربوع أرضنا الحبيبة.

المجد و الخلود للشهداء

الهزيمة لنظام الهيمنة والإستعلاء القومي

الحرية والنصر للشعب الإرتري

رابطة أبناء المنخفضات الإرترية

مكتب الإعلام

شاهد أيضاً

بيان بمناسبة الذكرى السادسة لميلاد رابطة ابناء المنخفضات الارترية

تمر علينا الذكرى السادسة لميلاد رابطة أبناء المنخفضات الارترية التي انطلقت في 29 من مارس …

إرتريا: منعطف خطير آخر

“رؤيتنا حول تطورات الأحداث الداخلية والخارجية وانعكاساتها المتوقعة على الشعب والوطن”. إن سياسة الهيمنة والإقصاء …

الذكرى 56 لمعركة تقوربا الخالدة

كثيرة هي الملاحم التي سطرها جيش التحرير الارتري في مواجهة قوى البغي والطغيان ممثلة في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *