أركان النقــاش في الفيسبــوك …

أبورامي

المتابع للفضاء الأزرق الاسفيري الارتري يجده  وقد أصبح محورا للنقاش السياسي وبلورة للرأي العام .. نقاشات في مواضيع سياسية ارترية معارضة، بإتجاهات تنظيمية وفكرية مختلفة.
وهذا جديد على الساحة الإرترية. ظروف الاستعمار المتتالي على أريتريا في عصرها الحديث من استعمار إيطالي… بريطاني .. اثيوبي .. حرمت الارتريين من معرفة الطرق المثلى للنقاش والحوار السياسي المفيد الذي يؤدي للوصول لمنطقة الحل الوسط .. ونتيجة لفقد هذا الفهم السياسي للحوار .. كانت دائما النتائج وخيمة علينا طيلة فترة النضال المسلح لنيل الحرية.. فبالرغم من التطور الكبير الذي حدث في الجانب العسكري، الا انه لم يصاحبه بالمقابل تطور في الفهم السياسي وهنا أقصد تحديدا الفهم السياسي للحوار.

إذا أخذنا التجربة السودانية كمثال، نجد أن فهم الحوار لديهم كبير ومتجدد لأنهم وجدوا الفرصة في المدارس الثانوية والجامعات بفتح أركان للنقاش كل واحد يدلي بدلوه .. ويتعلم فنون الحوار والنقاش على الهواء الطلق .. وبمرور الوقت والسنوات تتطور مهارة النقاش والحوار .. ويتسع الصدر للرأي والرأي الآخر.

وفي الدول الغربية نشاهد جميعا المناظرات السياسية في العلن لطرح الفكرة والنقاش حولها ..
بعد الاستقلال كانت الفرصة متاحة لفتح الباب على مصراعيه لكل الإرتريين بكل توجهاتهم السياسية والفكرية والاستفادة ممن هم في الخارج بخبراتهم التراكمية ومما اكتسبوه بحكم تواجدهم في الخارج من معارف وعلوم في تطوير البلد في كل المجالات وبالأخص الفكرية والحوارية منها .. ولكن للأسف الشديد ضيّع نظام هقدف هذه الفرصة وجعلنا نرجع القهقهري لمئات السنين (خلف در).

فاقتنص الارتريون فرصة الفيسبوك لكي ينهلوا مما حرموا منه لسنوات وسنوات .. وأصبح كل من لديه حساب يشارك برأيه وفهمه وحسب رؤيتة للأمور وتفسيره لها وصراحة هذه محمدة لبداية فهم طريقة النقاش والحوار المستمر والدائم الذي كنا لا نعرفة في الماضي إلا في إطار محدود.

ولكن العيب الذي بدأ يظهر في الآونة الأخيرة أن النقاش أصبح ليس له سقف أخلاقي .. وذلك لانعدام التجربة .. فأصبح هناك تجريح وتشكيك بل الأبعد من ذلك مؤامرات وفتن وتهجم وشخصنة للأمور .. وخير مثال لذلك الهجوم الأخير على رابطة المنخفضات .. وصل الأمر حد نشر أسماء من حضروا المؤتمرالتأسيسي…

إذا حصل هذا الأمر ممن هم أعوان للنظام لتفهمنا الأمر .. ولكن أن يأتي ممن يصفون أنفسهم بأنهم معارضة (إذا احسنّا الظن بهم) فهذا حقيقة هو منتهى الوقاحة والتعدي والإسفاف.

الفضاء الاسفيري بالرغم من إيجابية فتح الفرص لكل شخص ليقول رأيه وهو متخفي تارة باسم وهمي وتارة باسم افتراضى لأنه فعلا عالم افتراضي، إلا أنه أظهر أسوأ ما فينا وهو عدم مقدرتنا للحوار والنقاش المحترم مثل الأمم المحترمة ولا أقول المتقدمة.

نحتاج للصبر (وربنا يعينا على الصبر) لأن له حدود في تجاوز مثل هذه الترهات والسعي فيما اتفقنا وتوافقنا عليه وهو لم الشمل..

نحاول أن نرفع من وعي مجتمعنا بأهمية الحوار .. لأن من فهم نعمة الحوار لو كان معك أو ضدك سوف تصلون معا لأرضية مشتركة للفهم والعمل، أما من لم يفهم ما معنى الحوار حتى لو كان في صفك، فاذا انقلب عليك كان وبالا على الجميع لا يراعي أخوة ولا ذمة ولا سر ولا عشرة ولا ملح ولا ملاح .. كما نشاهده ونعايشه الآن من إسفاف وتجني واعتداء..

ما أريد أن أقوله من كل هذا يجب أن ننمي في دواخلنا ثقافة الفهم الحقيقي للحوار والنقاش .. وذلك بتمرين النفس المستمر على الاطلاع والانفتاح على الآخر وضبط النفس وكظم الغيظ والعفو عن الناس ..

مع عظيم تقديري للجهد الكبير الذي يبذله الاخوة الذين تصدوا بكل قوة لهذه الهجمة بكل احترام وقوة وسداد رأي وقوة حجة .. لمثلهم نرفع القبعات احترام ..

وليستمر نضال أبناء المنخفضات .. لرفع ثقافة الحوار .. ورفع وعي المجتمع .. بحقه في الحياة عزيزا كريما مرفوع الرأس مهاب الجانب … ودمتم.

 

عن المحرر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *